جهويات

الداخلة..ندوة وطنية حول الاعلام والجرائم الالكترونية

شكل موضوع “الإعلام والجرائم الإلكترونية” محور ندوة وطنية نظمتها، مساء أمس الجمعة بالداخلة، المديرية الجهوية للاتصال بجهة الداخلة – وادي الذهب.

وفي كلمة افتتاحية، قدم المدير الجهوي للاتصال، لبات ادخيل، لمحة عن واقع وسمات البنية الإعلامية التواصلية الجديدة، التي تشهد تناميا للعمل الصحفي ووفرة في المعلومة وتعددا للفرص في التقاطها بسبب ما تتيحه التكنولوجيا والذكاء الرقمي من آفاق وفضاءات إلكترونية جديدة.

واعتبر أن هذا الزخم أدى إلى نشوء وعي مطرد لدى الذات المهنية والمجتمعية بأهمية قضايا أخلاقيات المهنة، وهي غاية تسمو بالإنسان وتعزز مناعة المجتمع والبلد ضد كل الشوائب الإلكترونية المضللة والوافدة.

وأشار إلى أن هذه الندوة الوطنية من شأنها تسليط الضوء على هذا الإشكال وجرد مفاصله والإجابة على مجموعة من التساؤلات المتعلقة بآثار التحولات التقنية والرقمية على الممارسة الصحفية، والرهانات والتحديات التي تقض مضجع الناشئة في التعاطي مع الرقمنة.

من جانبه، أكد رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالداخلة – أوسرد، محمد لمين السملالي، في مداخلته حول “الحق في الإعلام وأخلاقيات المهنة”، على الدور الخطير الذي تضطلع به وسائل الإعلام والاتصال، ما جعل الأنظمة السياسية المختلفة في العالم تضع سياسات إعلامية تنسجم مع أهدافها وتوجهاتها وتطلعاتها.

وذكر السملالي، في معرض مداخلته، بتقرير الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الحق في تداول الإعلام حول إسهام وسائل الإعلام الدولية في تعزيز خدمة السلم ومناهضة الدعاية المؤيدة للعنصرية، ونشر ثقافة السلم بين الشعوب.

ومن جهته، ركز مدير مختبر التواصل وتقنيات التعبير التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس-سايس، محمد القاسمي، في مداخلته حول “تقنيات التصوير الصحفي بين المباح والممنوع”، على وظائف الصورة، وتعددها بتعدد استعمالاها داخل النص، مشيرا إلى أن الصورة الصحفية ينبغي أن تكون واضحة ومقروءة، وأن تمرر رسالة أساسية للمتلقي.

وعرف القاسمي، بأنواع الصور الإعلامية والتقنيات المستخدمة في التصوير الصحفي، مؤكدا على أن الصورة هي اللغة الأكثر انتشارا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على اعتبار أنها تستجيب لتحديات الحداثة ومتطلبات العصر.

ومن جانبه، تناول أحمد العهدي، المستشار في الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الداخلة – وادي الذهب، في مداخلته حول “دور التربية الإعلامية في تحصين الناشئة من الجرائم الإلكترونية”، مخاطر الإعلام السلبي ودوره في طمس الهوية واستلاب الثقافة، محذرا من الفضاء الأزرق ودوره في التأسيس لمدرسة موازية تنافس الأسرة والمدرسة في تربية الطفل. ودعا إلى ضرورة حماية الناشئة من مخاطر وسائل التواصل الإلكترونية، من خلال تشجيع الشباب على الانخراط في الإعلام الهادف، مستدلا في هذا الصدد، بإطلاق وزارة التربية الوطنية لحملة وطنية حول الاستعمال الآمن للأنترنيت.

كما استعرض العهدي، بهذه المناسبة، مجموعة من التجارب المتميزة التي أعطت نتائج بيداغوجية ومعرفية ناجحة على مستوى جهة الداخلة – وادي الذهب.

أما مدير مختبر الثقافة والاتصال التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة، يحيى اعمارة، فتطرق في مداخلته حول “الإشاعات الإلكترونية وخطورتها على السلم الاجتماعي”، إلى الإشكاليات الإعلامية والاجتماعية التي تربط الإشاعة بأثرها وتأثيرها المدمر للأخلاق، وتأثيرات الإنترنيت وهيمنته كسلطة خامسة، ما يستوجب استخدام العقل والذكاء، والتأني للتحقق من الخبر، أو التعليق عليه والتفاعل معه.

وأكد اعمارة على أهمية التعامل مع الخبر بموضوعية، خاصة مع تناسل شائعات بالغة الخطورة يتم تسويقها اليوم في قالب حقائق علمية أو اقتصادية أو صحية، مشيرا إلى ضرورة العمل على محاربة هذه الظاهرة من خلال إطلاق حملات إعلامية وتوعوية للجماهير، وإنشاء مراكز لمواكبة الإشاعة والسيطرة عليها.

وفي ختام هذه الندوة، المنظمة بدعم من مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، تم تكريم مجموعة من الشخصيات والفعاليات الإعلامية والجمعوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *