جهويات

الخطاط: المعضلة الرئيسية بجهة الداخلة هي إشكالية ملاءمة التكوين والتشغيل

قال رئيس مجلس جهة الداخلة، الخطاط ينجا، إن المجلس الجهوي عمد إلى تبني جملة من المبادرات وتفعيل العديد من الاتفاقيات مع مختلف الفاعلين والقطاعات المعنية من أجل خلق برامج ومشاريع متميزة مكنت الجهة من أن تشكل نموذجا وطنيا رائدا في مجالات التشغيل والتشغيل الذاتي، ما أهلها لتكون رائدا في مجال التعاون الإفريقي من خلال احتضان مدينة الداخلة لأشغال الملتقى الإفريقي الأول حول التكوين المهني.
وأشار إلى أن جهة الداخلة – وادي الذهب تزخر بمؤهلات طبيعية و اقتصادية مهمة، وتتميز بدينامية اقتصادية كبيرة تمكنها، بالفعل، من إحداث عدد كبير من فرص الشغل القادرة على استيعاب عدد وفير من اليد العاملة المحلية والوطنية، وحتى من المهاجرين المنحدرين من الدول الإفريقية المجاورة.
واعتبر الخطاط، خلال فعاليات الملتقى الجهوي للتشغيل والتكوين بجهة الداخلة – وادي الذهب اليوم الثلاثاء بالداخلة، أن “المعضلة الرئيسية تبقى هي حل إشكالية ملاءمة التكوين والتشغيل الذي يشكل عنصرا أساسيا يمكن أن يساهم في التقليص من آفة البطالة، خاصة بالنسبة للمعطلين حاملي الشهادات من أبناء الجهة”، داعيا إلى ضرورة تكثيف برامج التأهيل الرامية إلى الرفع من مستوى الكفاءة والمهارة والبحث عن أنجع السبل لتعزيز و تقوية مختلف البرامج الهادفة إلى تشجيع المبادرة الخاصة والتشغيل الذاتي والانخراط الفعلي لكافة الفاعلين المعنيين لحل هذه الإشكالية.

من جهته أوضح أناس الدكالي وزير الصحة، خلال ترؤسه أشغال هذا الملتقى الذي يندرج ضمن اللقاءات الجهوية التحضيرية للملتقى الوطني للتشغيل والتكوين، أن “هذا اللقاء يعد، على غرار ما سبقه من لقاءات جهوية، أرضية مناسبة لتبادل الأفكار وتلاقح الخبرات حول مختلف القضايا التي من شأنها توفير عناصر الإجابة على الإشكاليات المرتبطة بقضايا تكوين الشباب ودعم خلق مناصب الشغل لهم”.

وأضاف الوزير أن هذا الملتقى يروم أيضا تحسين خدمات الدعم العمومي الموجهة للباحثين عن الشغل من الشباب، انطلاقا من التوجيهات الملكية، ومن التجارب الناجحة في هذا المجال، مساهمة من الجميع في تحديث منظومة التشغيل والتكوين وجعلهما أكثر نجاعة وانسجاما وأكثر قابلة للتطور.

ونوه الدكالي بالمجهودات المبذولة على صعيد جهة الداخلة – وادي الذهب، من أجل جعل البعد الجهوي للتشغيل في صلب اهتماماتها، في إطار مقاربة شمولية تأخذ بعين الاعتبار قضايا الشباب كجزء لا يتجزأ من الأبعاد الاقتصادية والمؤسساتية والتراثية المرتبطة بهذه الإشكالية.

وشدد، في هذا الصدد، على أنه يتعين على جميع الفاعلين المعنيين تعميق التفكير لتعزيز دور الجهة في هذين المجالين، بهدف ملاءمة وتكييف استراتيجياتها مع السياق المحلي وإثرائها على ضوء تنوع الفرص الاقتصادية لكل منطقة.

وأكد الوزير أن هذا اللقاء الجهوي المهم يندرج كذلك في إطار جهود الحكومة الرامية إلى تفعيل قضايا الشباب، كما أوصى بذلك الملك محمد السادس في عدة مناسبات، حيث دعا من خلالها الحكومة إلى بلورة خارطة طريق مندمجة للنهوض بالتشغيل، ترتكز على مبادرات وقرارات عملية تفضي إلى اعتماد حلول مبتكرة ومناسبة لإشكالية تشغيل الشباب ووضع تدابير كفيلة بذلك خصوصا منها تلك ذات الصلة بمنظومة التربية والتكوين.

وأضاف، في هذا السياق، أن الحكومة تعمل حاليا، في إطار “البرنامج التنفيذي للمخطط الوطني للنهوض بالتشغيل”، على مواكبة مختلف جهات المملكة في وضع برامجها الجهوية للتشغيل، مضيفا أنها بصدد وضع الركائز الأساسية لإطلاق “برنامج لدعم الإدماج الاقتصادي للشباب” في إطار التعاون مع القطاعات المعنية والسلطات والفاعلين المحليين.

وأشار إلى أنه من العناصر المهمة التي ينبغي التأكيد عليها كيفية “تلبية حاجيات الاستثمار والاستراتيجيات القطاعية من الموارد البشرية”، و”التصدي للبطالة طويلة الأمد”، من خلال النهوض بمنظومة التكوين والاستهداف الأمثل للباحثين عن العمل في وضعية صعبة، وتوطيد برامج إنعاش العمل المأجور مع تحفيز مقاولات القطاع الخاص والجمعيات للانخراط في تشغيل الباحثين عن الشغل، بالإضافة إلى تحسين “آليات التشغيل الذاتي” و”حكامة سوق الشغل”، لاسيما ما يتعلق بإضفاء الطابع الجهوي على سياستي التكوين والتشغيل في ظل الجهوية المتقدمة.

ومن جانبه، قال والي جهة الداخلة، لامين بنعمر، إن انعقاد هذا الملتقى الجهوي يأتي في إطار توجيهات الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة ذكرى 20 غشت 2018، حيث دعا الملك إلى تنظيم ملتقى وطني حول التشغيل والتكوين، مع إيلاء اهتمام خاص بالقطاع الفلاحي الذي يمثل مجالا مهما للتشغيل.

وأكد أن انعقاد الملتقى الجهوي للتكوين والتشغيل بالداخلة – وادي الذهب، يعتبر فرصة مهمة لتعميق التفكير والاطلاع على السياسات العمومية في هذا الشأن، وإنجاح المقاربة الترابية واللامركزية لسياسة التشغيل والتكوين.

ودعا إلى ضرورة المساهمة في إنجاح هذا الورش الملكي بامتياز، عن طريق إشراك جميع الفاعلين المعنيين بوضع برنامج للتكوين، يمكن من الملائمة بين التكوين وسوق الشغل، والنظر في ما يمكن إنجازه في مجال التكوين لمحاربة البطالة.

وتم، خلال هذا الملتقى، تقديم ثلاثة عروض حول “التكوين والتشغيل من أجل ملائمة أفضل لحاجيات سوق الشغل بجهة الداخلة – وادي الذهب”، و”مشاريع المجلس الجهوي المندرجة في إطار برنامج التنمية الجهوية – محور التكوين والتشغيل”، و”التشغيل والتكوين المهني الفلاحي بجهة الداخلة – وادي الذهب.. الوضعية الحالية والآفاق المستقبلية”. ويندرج هذا الاجتماع ضمن اللقاءات الجهوية التواصلية التي تهدف إلى بحث الآليات والسبل الكفيلة بإدماج البعد الجهوي في تدبير ملف التشغيل والتكوين، انطلاقا من أن الجهة تعد، إلى جانب باقي المجالات الترابية، شريكا للدولة لا محيد عنه في إرساء السياسات العمومية وتنفيذها.

وتميز هذا اللقاء، الذي حضره منتخبون ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات جمعوية جهوية، بمناقشة عدد من المتدخلين لمختلف القضايا المتعلقة بالتشغيل والتكوين، والتي من شأنها أن تساهم في بلورة حلول أكثر نجاعة وقابلية للتنفيذ وأكثر انسجاما مع مؤهلات الجهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *