شكل الملتقى الجهوي للتشغيل والتكوين لجهة سوس ماسة الذي انعقد اليوم ،الاثنين ، في أكادير فرصة للتداول حول أفضل الإمكانيات والحلول المبتكرة الكفيلة بالحد من البطالة ، وخلق فرص للشغل المنتج في أوساط الفئات الاجتماعية النشيطة ، وخاصة منها فئة الشباب.
وفي كلمة له خلال هذا الملتقى ، الذي تميز بمشاركة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ، عزيز أخنوش ، أوضح والي جهة سوس، أحمد حجي، أن هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة الملتقيات الجهوية المنظمة من أجل تنفيذ التعليمات الملكية الخاصة بالرفع من نجاعة تشغيل الشباب ، والتصدي للمشاكل الناتجة عن عدم الملائمة بين التكوين والتشغيل ، وإعطاء الاولوية للتخصصات التي توفر فرصا للشغل ، والتحفيز على التشغيل الذاتي.
واستعرض حجي عددا من المؤشرات والمعطيات الرقمية حول المؤهلات الاقتصادية لجهة سوس ماسة ، سواء المرتبطة منها بالقطاعات الرئيسية المكونة للنسيج الاقتصادي للجهة ، وهي السياحة والفلاحة والصيد البحري ، أو تلك التي تهم البنيات الاساسية ، والتكوين المهني والجامعي ، والمؤهلات البشرية ، فضلا عن بسطه لعدد من التحديات الواجب رفعها من أجل تحديث منظومتي التكوين والتشغيل ، والعمل بالتالي على تحريك الدينامية التنموية على صعيد كامل المجال الترابي لجهة سوس ماسة .
ومن جهته أبرز رئيس مجلس جهة سوس ماسة ، إبراهيم حافيدي، الآليات التي وضعها مجلس الجهة من أجل إنعاش التشغيل في الجهة ، وذلك في إطار مخطط التنمية الجهوية الذي صادق عليه المجلس ، والذي يتضمن على الخصوص إطلاق 25 مشروعا مهيكلا في أفق سنة 2022 ، وذلك باستثمار مالي إجمالي تصل قيمته 5 ر24 مليار درهم.
وأورد حافيدي العديد من المشاريع التي انخرط مجلس الجهة في تنزيلها ودعمها قصد النهوض بالاستثمار وخلق مزيد من فرص الشغل المنتج من ضمنها ، على سبيل المثال لا الحصر ، إنشاء منطقتين صناعيتين لخلق مقاولات مخصصة في تثمين المنتجات الزراعية ومنتجات الصيد البحري، ( أليوبول ، وأكروبول). وتخصيص دعم مالي بقيمة 250 درهم للمتر المربع لفائدة المقاولات الراغبة في الاستثمار بالجهة ، وتشييد مقر “تكنوبارك” الذي سيحتضن مكاتب ل120 مقاولة ، إلى جانب تخصص دعم مالي لمقاولات الشباب العاملة في قطاع تربية الأحياء البحرية ، وإحداث صندوق دعم الإنتاج السينمائي ، والرفع من قيمة الدعم المالي ل”جمعية سوس ماسة مبادرة ” المتخصصة في منح قروض شرف بدون فائدة للمقاولين الشباب وغيرها من المبادرات الأخرى.
ومن جملة القضايا التي تناولتها المداخلات المعبر عنها خلال هذا الملتقى هناك على الخصوص الدعوة إلى إعطاء مزيد من العناية للتكوين في علاقته بالتشغيل مع مد الجسور بين المؤسسات التكوينية والجماعات الترابية والجامعات ، والاهتمام بالقطاع غير المنظم عبر استقطاب العاملين فيه لتلقي مؤهلات تكوينية تحفزهم وتساعدهم على الاندماج في القطاعات الاقتصادية المهيكلة .
وطالب المتدخلون ايضا بالرفع من قيمة الاستثمارات العمومية المخصصة لجهة سوس ماسة ، كما دعوا إلى منح مزيد من الاهتمام للأنشطة المرتبطة بقطاع الصناعات التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، مع الاهتمام بالسياحة القروية وتأهيلها في تناغم مع مضامين الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة .