وطنيات

بنعمرو : حزب الطليعة كان وما زال مع التعريب الشامل في جميع المجالات

قال عبد الرحمان بنعمرو، القيادي اليساري والحقوقي، إن “تدريس كافة العلوم بالعربية واجب دستوري يفرض نفسه على الجميع، وليس مجرد رغبة إرادوية عند البعض”، مشيرا إلى كون “الدستور هو أعلى قانون في البلاد، وجميع مقتضياته تعتبر من النظام العام، ومن ثمة لا يجوز مخالفتها، سواء جاءت المخالفة في شكل قانون أو مرسوم أو قرار تنظيمي أو فردي”.

وأكد بنعمرو، في سياق حديثه عن نقاش “لغات التدريس”، “استمرار خرق الدستور والأحكام القضائية المطبقة له، رغم رسمية اللغة العربية، التي أكدت عليها الدساتير المتعاقبة منذ الاستقلال، والتي يترتب عنها وجوب استعمالها في جميع الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة، سواء على مستوى عملها الداخلي أو في علاقتها مع بعضها أو في علاقتها مع المواطنين”.

وأضاف الناشط الحقوقي أن “الشعب المغربي لا يريد، بعد تحرره واستقلاله، أن يظل مربوطا بعجلة أي دولة أجنبية”. وزاد قائلا: “يرون من واجبهم، القومي والديني، بمناسبة الحوار المفتوح حول سياسة التعليم ومستقبله في المغرب، أن يجددوا نصحهم وتحذيرهم من أخطار السياسة القائمة حتى الآن في مجال التعليم، التي لم تحقق إلا المزيد من فرنسة الأجيال المغربية الناشئة، وفرنسة لغة التخاطب المغربية، وترسيخ فرنسة الإدارة والمصالح العمومية والخصوصية بالمغرب المستقل”.

و أكد بنعمرو، في بحث مختصر حول موضوع لغات التدريس بالمغرب، أن “التعريب الكامل العام، في التعليم والإدارة والعمل والشارع، مطلب قومي أجمعت عليه الأمة منذ الاستقلال، وهو لا يتعارض، بحال من الأحوال، مع دراسة اللغات الأجنبية الحية كلغات، ولا يتناقض مع رغبتنا جميعا في التفتح على حضارة القرن العشرين”.

وأضاف أن “حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي كان وما زال مع التعريب الشامل في جميع المجالات، بما فيها المجالان الإداري والتعليمي، وبالتالي مع تفعيل المبادئ الأربعة، التي أكدت عليها الحركة الوطنية منذ فجر الاستقلال؛ وهي المغربة والتوحيد والتعريب والتعميم، بما يترتب عن هذا التعميم من مجانية التعليم في كافة مستوياته ودرجاته”.

ونبه الفاعل الحقوقي إلى “مغالطة أطروحة كون تدريس العلوم التقنية في الابتدائي والثانوي عرقلة أمام الطالب لمتابعة دراسته الجامعية لنفس العلوم التي تدرس باللغة الفرنسية”، مشيرا إلى كون “المغالطة ظاهرة ومفضوحة، إذ تدخل في نطاق التضليل الذي يعتبر، حسب مقولة الشهيد عمر بنجلون، من أشد أنواع القمع”.

وتابع بنعمرو قائلا: “من معالم المغالطة أن الحل لا يكون عن طريق التراجع عن تعريب العلوم بالثانوي، الذي مضى على إقراره أكثر من 35 سنة، وإنما عن طريق تعريب العلوم التي تدرس بالكليات العلمية”، مضيفا أن “العديد من الطلبة الذين درسوا العلوم بالعربية في الثانوي والحاملين للباكالوريا العلمية العربية، لا يتابعون دراستهم الجامعية في الكليات العلمية الفرنسية فقط، وإنما أيضا في دول أجنبية أخرى لغتها ليست الفرنسية”.

ومضى بنعمرو مسترسلا: “إذا طبقنا نفس الأطروحة أو المغالطة، مع إعمال مبدأ المساواة المنصوص عليه دستوريا، فإن لغة تعليم العلوم بالثانوي يجب أن تتوسع وتتنوع، لتشمل الإسبانية والروسية والصينية والإنجليزية والبولونية والرومانية واليوغسلافية”.

وأبرز أنه “ثبت واقعيا أن الطلبة الذين درسوا العلوم في الثانوي بالعربية وحصلوا على الباكالوريا العلمية أو الاجتماعية أو الأدبية، أمكنهم متابعة دراستهم الجامعية بكليات العلوم داخل المغرب، وخارجه بمختلف الكليات الأجنبية”، مضيفا “لم يتطلب منهم ذلك أكثر من سنة تحضيرية لتقوية معرفتهم باللغة الأجنبية التي سيدرسون بها في الكليات المعنية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *