مجتمع

“مشاهد” ترصد الوجه اللآخر لأجواء رمضان في أكادير

بالرغم من الأجواء الروحانية، التي تظل السمة الأبرز لشهر رمضان الأبرك، إلا أن أجواء هذا الشهر تتخللها بعض المظاهر المثيرة والسلوكيات المنغصة لدفئه، حيث إن البعض لا يتأقلم مع الأجواء والطقوس الرمضانية، فتطفو على السطح العديد من الظواهر التي لا تتناسب والرمزية الدينية والروحية والمجتمعية لهذا الشهر المبارك.
“مشاهد” ستحاول تقريب القراء من تفاصيل بعض هذه الظواهر، بناء على ما رصدته، خلال أول أيام رمضان بمدينة أكادير.

الشيشة وأشياء أخرى

في قلب مدينة أكادير، والأحياء المجاورة، تنتشر مقاهي لتقديم الشيشة، والتي تعرف إقبالا متزايدا، خلال شهر رمضان، فمباشرة بعد وجبة الإفطار تستقبل هذه المقاهي أعدادا كبيرة من الزبناء، حيث أصبحت هذه الفضاءات ملاذا ومتنفَّسا لمعظم ساكنة وزوار مدينة الإنبعاث، من رجال ونساء ومختلف الأعمار، وبنسبة كبيرة الفتيات.
وبالرغم من الحملة الأخيرة، التي قامت بها السلطات الإدارية والأمنية وحجز مئات علب “النرجيلة”، تفاعلا مع مطالب المجتمع المدني ومع شريط فيديو ترويجي ل”أكادير بدون شيشة”، أعدته جريدة “مشاهد”، عبارة عن فقرات تحسيسية ومطلبية لأبرز المشاهير المغاربة في المجال الفني، إلا أن هذه المقاهي مازالت تستقطب أعدادا كبيرة من مدخني الشيشة.

“الرامي” و “الكارطة” لتجزية الوقت

تعرفُ المقاهي الشعبية بمختلف أرجاء مدينة أكادير، إقبالا لهُواة المقاهي الشعبية ك “الكارطة” و “الضاما” و “الرامي”، وغيرها من ألعاب الورق، التي تستهوي فئة من مرتادي المقاهي، خلال شهر رمضان، الذين يفضلون، لاعتبارات اجتماعية، المقاهي الشعبية لما تتميز به من بساطة في تجهيزاتها ومرونة في أداء واجبات الاستهلاك التي لا تتعدى فنجان قهوة وفي أغلب الأحيان أكواب الشاي، ولما تتميز به من تساهل في تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العمومية !
وتتحول هذه المقاهي، في بعض الأحيان، إلى فضاء لإتمام الشوط الثاني، من لعبة الشطرنج التي تم خوض شوطها الأول، قبل الإفطار، بجانب جدران المؤسسات التعليمية والإدارات العمومية ..

“الترمضين” يعكر صفو الصيام

بدءً من منتصف اليوم، تسُود حالة عصبية سلوك بعض الصائمين، حيث الخصومات في الشوارع و أماكن العمل وأثناء السياقة وحتى في المساجد في بعض الأحيان.
وتزداد وثيرة حالات “النرفزة”، مع اقتراب موعد الإفطار، حيث شهدت العديد من الفضاءات التجارية بأحياء المدينة مشاجرات سرعان ما تتحول إلى التهديد بالضرب والسب والشتم وغيرها من أساليب العراك … لتتوج في آخر “المعركة” باعتذار متبادل مشفوع بمجاملات من قبيل ” اللهم إني صائم” و “المُسامح كريم”..
ووقفت “مشاهد” على العديد من الخصومات، لأسباب تافهة، وصــل بعضها إلى بتر أصبع أحدهــم بعد مواجهات بالضرب وإشهار السلاح الأبيض !!

إن بروز هذه الظواهر الاجتماعية، والمرتبط بتحولات قيمية عرفها المجتمع المغربي، إلا أن لهذا الشهر المبارك مكانة مهمة عند غالبية ساكنة وزوار مدينة أكادير، مكانة تجسدها الأجواء الروحانية والدينية وسيادة ثقافة التسامح والتراحم وقيم التضامن والتكافل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *