أكد المشاركون في ندوة، نظمت مساء الثلاثاء 14 ماي الجاري بالرشيدية، أن ترشيد الاستهلاك يعد من الوسائل الهامة لصيام شهر رمضان وفق مقاصده الكبرى.
وأبرز المتدخلون خلال هذه الندوة، التي نظمتها جمعية السواعد للتنشيط والتأطير التربوي، تحت شعار “نحن وشهر رمضان”، أنه من الأهمية بمكان ترشيد الصائم للاستهلاك لكون رمضان تحكمه عدة أهداف وغايات شرعية وثقافية.
وقدم محمد لغزيل خلال هذا اللقاء بعض النصائح الهامة لترشيد الاستهلاك، من خلال تبني رؤية مقاصدية بتحديد الهدف الذي يبتعد عن التبذير، واستهلاك مقدار لا يتجاوز الحاجيات المادية والفكرية للصائم، وكذا تحديد أولويات الاستهلاك المرحلية.
وأبرز لغزيل، وهو مهندس في المجال الفلاحي، تطور مفهوم الاستهلاك عبر التاريخ، مشيرا إلى أنه “لا يشمل الجانب الاستهلاكي المادي فقط، بل أيضا الاستهلاك العاطفي والنفسي والفكري”.
وذكر بنتائج الاستهلاك المفرط وغير الواعي، حيث يصبح الفقر مهيكلا وعاملا متحكما في حياة الفرد، ويؤدي إلى ارتفاع المديونية لدى المستهلك، مما ينعكس بشكل ملموس على قدرته على الادخار وبالتالي عدم التفكير في تحسين الدخل.
وشدد على أن الشخص الذي لا يقوم بترشيد استهلاكه يسقط ضحية بعض الأفكار التي تجعله يعيش بدون وعي وهدف في الحياة، و”غالبا ما يساير الموجة الاستهلاكية ولا يتمتع بحرية الاختيار”.
ودعا لغزيل إلى تغيير السلوك والتمثلات الاجتماعية من خلال، على الخصوص، تغيير ثقافة الهدايا التي ينبغي أن تهتم بالأشياء المفيدة للمستفيد منها، وترشيد قضاء العطل الإدارية عبر الخضوع لدورات تكوينية أو القيام بعمل خيري وتطوعي.
من جهتها، تطرقت الطبيبة لطيفة أبركدنس، إلى الأضرار الصحية للعادات الغذائية المتبعة خلال شهر رمضان، داعية إلى نهج طريقة أخرى في الاستهلاك للحفاظ على صحة الصائم مع عدم التبذير.
وأشارت إلى أن هذا الشهر يعرف ارتفاعا في عدد المصابين بأمراض المعدة الناتجة عن الاستهلاك الغير متوازن الذي لا يلبي الضرورات الصحية بسبب، على الخصوص، تناول كميات كبيرة ومتنوعة من الأكل في وقت وجيز.
وشددت على أهمية تناول وجبة الفطور الرمضاني بتدرج مع شرب الماء رغم عدم الإحساس بالعطش الذي يشكل إشارة سلبية، مبرزة ضرورة تناول الخضروات والفواكه خلال هذا الشهر الكريم.
من جانبه، تحدث عبد الكريم فوزي، عن الجانب المقاصدي والشرعي من صيام شهر رمضان الكريم.
وذكر الأستاذ فوزي بالنصوص الشرعية المستمدة من القرآن والسنة التي تتحدث عن المرامي الكبرى للصيام، مشيرا إلى الكيفية المثلى لصيام رمضان ولجوانبه الروحية المتميزة.