وطنيات

أبودرار : حصيلة حكومة العثماني “هزيلة” وتشكيلها كبّد المغاربة 22 مليار درهم

قال رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب،محمد أبودرار، بأن الحصيلة المرحلية التي قدمها رئيس الحكومة خلال نصف ولايته، كانت حصيلة هزيلة، ومجرد “حصيلة تصريف الأعمال” تميزت بمواصلة عمل الحكومة السابقة في الإجهاز على الطبقة الوسطى وتأجيل حلم إقامة العدالة الاجتماعية والمجالية وضرب الأمل في الغد الأفضل، ما يهدد منظومة السلم الاجتماعي ببلادنا.
وأضاف أبودرار، في مداخلة ألقاها بإسم الفريق النيابي، خلال الجلسة العامة لمناقشة الحصيلة المرحلية للحكومة، التي عقدت صباح اليوم الأربعاء 22 ماي 2019، بمجلس النواب، “إستمعنا لعرض الحصيلة المرحلية بإمعان، ودرسناها بموضوعية، كمعارضة بناءة ومسؤولة، على ضوء ما سميتموه البرنامج الحكومي ونسميه نحن “وثيقة النوايا الطيبة” والبرامج الانتخابية للأحزاب المكونة للحكومة”، وأضاف ” لقد تبين لنا أن الواقع الملموس لا يزكي خطابكم المتفائل مهما تسلحتم بلغة الأرقام، ومهما عبرتم عنه من ارتياح، لأن أخطاء الحكومة تعد بالجملة وتواصلها ضعيف جدا، فالضبابية والانتظارية هما سيدا الميدان، والحكومة لا تتوفر على مشاريع كبرى مؤطرة تزيل الضبابية وتطرد الانتظارية، وثقة الشعب فيها انتهت”.
وسجل المتحدث، عدم أخذ الحكومة في قراراتها السياقات الداخلية والدولية والجهوية بما تتطلبه تحديات المرحلة، من تقييم التحولات العميقة التي يشهدها المجتمع المغربي وخاصة على المستوى الديموغرافي والتواصلي، وتقييم ورصد التطورات المتلاحقة حول بلدنا، واستخلاص أهم الدروس من الموجة الأولى لتداعيات “الربيع العربي”، محذرا في نفس الوقت، من التطورات الجيوستراتيجية العالمية والجهوية التي تؤشر على وجود مخططات جهنمية للقوى النافذة في العالم تسعى بشكل مكشوف وعنيف لفرض نظام عالمي جديد يكرس سيطرتها و يعزز مصالحها.

ويرى رئيس الفريق النيابي للبام بأن انطلاق موجة جديدة من احتجاجات “الربيع العربي” بدأت تمس دول الجوار، بما فيها الجوار المباشر لبلدنا، التي بدأت تتسع وتتجذر، وترفض الحلول الوسطى، في سياق مطبوع بغياب مشاريع سياسية كبرى رائدة، بديلة و قادرة على تأطير الاحتجاجات وتوجيهها نحو الخيارات الإصلاحية المنشودة.

وزاد القيادي البامي قائلا” ما يبعث على القلق اليوم هو أن حصيلتكم لم تستحضر جيدا السياقات الجيواستراتيجية الجديدة الدولية والجهوية والوطنية في كل مناحي الحياة العامة، فحكومتكم المتخاذلة لم يعد لها اليوم أي معنى سياسي، لأنه لم يعد يهمها إلا الاستمرار في مواقعها الحالية وحتى المستقبلية”، وأضاف قائلا، “إن تراجع وتيرة الإصلاحات ببلادنا، وتلكؤ الحكومة في إنجازها والاختباء وراء خطاب هجين يجمع بين السلطة والمعارضة أفقد شرائح عريضة من المغاربة الثقة في العمل الحكومي وفي الفاعل السياسي وفي كثير من المؤسسات، وربما أفقدهم حتى الأمل في المستقبل”.

وطالب أبودرار من رئيس الحكومة بعدم التسرع في اتهام الآخرين بالتشويش والتبخيس، و مذكرا إياه بثلاث حقائق صادمة عن سياق تشكيل الحكومة لفهم سبب هزالة حصيلتها، متطرقا في هذا الصدد، للوقت الذي استغرقه تشكيل الحكومة وتقديمها لأول مشروع قانون مالي لها أزيد من 8 أشهر، وهو ” ما ضيع على الوطن دورتين برلمانيتين من التشريع، وتكبد الاقتصاد الوطني من جراء بلوكاج عبد الاله بنكيران والبلوكاج الذي تسببتم فيه ، خسارة مقدرة في 22 مليار درهم، كما شكلتم حكومة مفرطة السمنة تحت ضغط الترضيات وليس إبداع الاستراتيجيات، مكونة من 6 أحزاب وكأنها حكومة “وحدة وطنية”، وبمرجعيات مختلفة ومتباينة مع مرجعية حزبكم،؟ وأخيرا اشتدت حدة الصراع بين أحزاب الأغلبية الحكومية لأسباب انتخابية، بحيث هدد بعضهم بالنزول من سفينة الحكومة”، وفق تعبير المسؤول البرلماني.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *