جهويات

ثنائية “السيف والقلم” للدفاع عن الوطن..موضوع ندوة بالداخلة

نظم فرع رابطة كاتبات المغرب بالداخلة، مساء أمس الثلاثاء، ندوة فكرية حول موضوع “ثنائية السيف والقلم في تاريخ المقاومة والإصلاح الاجتماعي في المغرب: مجتمع تيرس نموذجا”.

وتندرج هذه الندوة، المنظمة بتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة بالداخلة – وادي الذهب، في إطار تفعيل برنامج تظاهرة “رمضانيات 2019″، الممتدة من 13 ماي الجاري إلى 03 يونيو المقبل.

ويهدف هذا اللقاء الفكري، الذي احتضنه فضاء دار الثقافة – الولاء بالداخلة، إلى إبراز ذلك التفاعل بين السيف والقلم للدفاع عن حوزة الوطن وصنع الأمجاد والثبات الذي أبان ويبين عنه أبناء منطقة “تيرس” أسوة بإخوانهم من أبناء الأمة، وفاء لدينها ووطنها ووحدتها.

وأكد محمد محمود حبيلتي، الأستاذ الباحث في التاريخ والفقه، في مداخلة بعنوان “السيف والقلم والمقاومة، وحدة جدلية عبر التاريخ”، الأهمية التي تكتسيها هذه الندوة من حيث إماطة اللثام عن منطقة “تيرس”، منبع المقاومة والإيثار والتضحية، واختيارها كنموذج في تحليل وتقييم ثنائية السيف والقلم في منهج المقاومة.

وقال حبيلتي “إن أبناء تيرس هم أبناء الفاتحين، الذين أتوا حاملين لواء الإسلام ونشروا قيمه السمحة في هذه البلاد”، مضيفا أنهم “ظلوا ثابتين على المبدإ، متمسكين بروح البيعة الشرعية التي ربطت سلفهم وخلفهم بالعرش والجالس عليه، وهي البيعة التي ظلت مصدر إلهام وعربون ثقة بين قبائل هذه الجهة وملوك الدولة العلوية”.

كما استعرض الأستاذ الباحث غزوات أبناء “تيرس” التي قضت مضجع المستعمر الفرنسي عندما حاول الالتفاف على المملكة من جهة الجنوب، لاسيما في غزوة “صنكت برميل” و”أحميم” و”بود رص” و”بيريكني”، ومعركة “أم التونسي” التاريخية التي كبدوا خلالها المستعمر أفدح الخسائر وقدموا شهداء من خيرة أبنائهم.

أما في التاريخ الحديث، يضيف حبيلتي، فقد كان أبناء “تيرس” في طليعة من لبوا نداء الوطن بعد إبعاد المستعمر الفرنسي للملك الراحل محمد الخامس واندلاع شرارة الحركة الوطنية، ثم إعلان تأسيس جيش التحرير.

من جهتها، قدمت سلم تيروز، النائبة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بجهة الداخلة – وادي الذهب، لمحة عن مقاومة الساكنة المحلية للمستعمر خلال القرن العشرين، مع التركيز على بعض المعارك الهامة التي خاضها أبناء المنطقة ضمن فرق جيش التحرير ضد المستعمر الفرنسي والإسباني.

وأبرزت  تيروز، في مداخلة بعنوان “لمحة عن المقاومة وجيش التحرير بجهة الداخلة وادي الذهب”، أن هذه المعارك البطولية بصمت بقوة تاريخ وذاكرة المنطقة وخلفت تراكما نضاليا مهما يستحق كل التقدير والثناء والتمجيد ضمن تاريخ المغرب ككل.

وأوضحت، في هذا الصدد، أن مجتمع “تيرس” عرف حركة مقاومة متميزة لكل سلطة أو تواجد أجنبي بها، حيث أبان أبناء هذه المنطقة عن شجاعتهم وقدرتهم على التضحية والفداء في سبيل الدفاع عن أراضيهم وعن وحدة المغرب الترابية وصيانة حقوقه السياسية ومقدساته الدينية الراسخة.

واعتبرت تيروز أن هذه المقاومة وهذه الفترة التاريخية “مازالت في حاجة ماسة للمزيد من البحث والتحقيق وجمع المعطيات لكشف جميع جوانبها وملابساتها ودراسة مخرجاتها ونتائجها”.

ومن جانبه، تطرق الحسين باتا، رئيس مركز الصحراء للدراسات والأبحاث وحماية التراث، في مداخلة بعنوان “جهود الشيخ محمد المامي ولد البخاري في تنظيم جانب المعاملات المالية لمجتمع الصحراء من خلال كتاب البادية”، إلى الجانب الفقهي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وخاصة في مجتمع “تيرس” ودوره في تحقيق الإصلاح الاجتماعي بين الساكنة.

وأوضح باتا أن الكتاب يسعى إلى إيجاد إجابات على مجموعة من التساؤلات التي طرحت في البادية، في وقت عرفت فيه المنطقة مجموعة من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف أن هذا المؤلف، الذي يتناول مجموعة من القضايا من بينها تعزيز ركن الزكاة وتوضيح أنواعه وبيان كيفية قسمة الأموال في مجتمع البادية، يتطلع إلى خلق نوع من الإصلاح الاجتماعي بين مختلف مكونات الصحراء.

وتم، في ختام هذه الندوة الفكرية، التي حضرها عدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، توزيع شهادات تقديرية على عدد من الفعاليات الثقافية والأكاديمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *