مجتمع

مبارك: فاجعة “تزيرت” شاهد على الاستهتار بالأرواح وغياب مراقبة صرف الملايير

قال إدريس مبارك رئيس مكتب الفرع الجهوي للجمعية المغربية لحماية المال العام بالجنوب، إن النتائج الكارثية للفيضانات الأخيرة بجماعة تايارت بإقليم تارودانت، والتي خلفت عددا من القتلى والمفقودين والمصابين، أماطت اللثام، عن تردي البنيات التحتية وهشاشة المنشآت واستهتار أكثر من جهة مسؤولة في اتخاذ الإجراءات الوقائية الضرورية لحماية الأرواح من تبعات السيول والأمطار، وضعف المعدات العمومية المتعلقة بإغاثة الضحايا.

وشدد مبارك على أن مكتب فرع الجمعية بالجنوب يعتبر أن “هذه الفاجعة، خير شاهد على الاستهتار الواضح بأرواح المواطنين، اعتبارا لانهيار بناية ملعب كروي بالجماعة، على غرار المنشآت الفنية، الشيء الذي يفضح غياب المراقبة التقنية والمالية للعديد من المشاريع، على غرار غياب أية مراقبة قبلية أو بعدية لأوجه صرف الملايير من المال العام”.

ودعا المصدر ذاته إلى فتح تحقيق قضائي حول بناية الملعب القروي لتيارت، من حيث ظروف ملابسات إعداد الدراسات التقنية، وأشغال البناء، والتمويل العمومي للمشروع، والإسراع بالكشف عن نتائج هذا البحث القضائي ومساءلة المتورطين في إزهاق أرواح المواطنين والعبث بحياتهم.

كما دعا الفاعل الحقوقي المؤسسات الحكومية والمنتخبة، إلى تحمل مسؤوليتها في الكشف عن الغش والتسيب الذي يطال بناء مشاريع البنيات التحتية، حماية للأرواح وصونا للمال العام، مبرزا أنه سبق لفرع الجمعية بالجنوب، أن اشتغل على ملف ضحايا الفيضانات، سواء التي عرفتها مدينة العيون مؤخرا، أو فيضانات كلميم وسيدي افني سنة 2015 والتي أودت بحياة عشرات الأفراد، وأعد تقريرا مرجعيا وترافعيا، قدمه خلال ندوة صحفية بمدينة أكادير خلال شهر دجنبر من نفس السنة.

وكان إقليم تارودانت، قد اهتز الأربعاء الماضي، على وقع فاجعة جديدة راح ضحيتها، في حصيلة مؤقتة، سبعة أشخاص، وذلك بعد غرقهم داخل ملعب كانوا من خلاله يتابعون مقابلة في كرة القدم، بين فريق ينتمي إلى دوار تزريت وفريق دوار مجاور في إطار دوري محلي، لدواوير جماعة إيمي نتيارت بدائرة إيغرن.

وفي السياق ذاته، أفادت السلطات المحلية لإقليم تارودانت أنه تم العثور على شخص مسن مصاب بجروح متفاوتة الخطورة على إثر الفيضانات التي عرفتها الجماعة، مؤكدة أنه تم نقل الشخص المصاب إلى مستشفى بلدية إيغرن لتلقي الإسعافات الضرورية، مضيفة أن الأبحاث مستمرة عن شخص واحد يعتبر في عداد المفقودين.

إلى ذلك، أوضحت السلطات أن الأشخاص السبعة الذين لقوا مصرعهم هم شاب (17 سنة) و6 مسنين، مشيرة إلى أنه تم فتح تحقيق من طرف السلطات المختصة تحت إشراف النيابة العامة حول ظروف وملابسات هذا الحادث لتحديد المسؤوليات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *