متابعات

أحزاب بأكادير تركت الحبل على الغارب .. فراغ سياسي لفائدة من؟

يسُود بمدينة أكادير والنواحي انطباعا مشتركا لدى فئة واسعة من المواطنين، بأن بعض فروع الأحزاب السياسية، قدمت استقالتها عن ممارسة أدوارها التأطيرية واحتضان وتوجيه النقاش العمومي، في العديد من القضايا التي تشغل أبناء المنطقة، بإستثناء بعض التجمعات الاستعراضية، والتي يُساق إليها الأتباع والأنصار، دون أدنى غاية تواصلية، في مشاهد تمثيلية مثيرة للسخرية.

وفي الوقت الذي لا تنظر هذه الهيئات بعين الرضى لبروز فعاليات ملأت، نسبيا، الفراغ الذي خلفته هذه التنظيمات المؤسساتية، إلا أنها تبدو عاجزة عن احتلال واجهة الجدل السياسي والاجتماعي بالمنطقة.

وفسّر متحدث ل”مشاهد” هذا “الركود السياسي/الحزبي المخيف” بكون أغلب القيادات الجهوية لهذه الأحزاب يسكنها هاجسا انتخابيا موسميا، حيث تُبدي حماسة زائدة في مختلف القضايا، أياما قبل الانتخابات سُرعان ما تتلاشى عشية الاعلان عن النتائج الانتخابية”.

وإذا كانت أكادير وجهة سوس، قد عرفت، بشكل ملفت، تقديم استقالة أبرز الوجوه الانتخابية، بعدما لم تتمكن من الظفر بتسيير البلدية وباقي المؤسسات المنتخبة بالجهة والاقليم، فإن أطر أحزابها ركنوا إلى الخلف، في انتظار نزال انتخابي جديد.

ومُقابل هذا “التجاهل الحزبي” لقضايا الشأن المحلي، برزت كائنات فايسبوكية، تشغل الرأي العام وتحتل واجهة الأحداث السياسية بالمنطقة، غير أنها دون أفق برنامجي أو امتداد شعبي، وسرعان ما تكون، تبعا لذلك، لقمة سائغة لبعض قيادات هذه الأحزاب، خصوصا الموصوفة، إعلاميا ومجتمعيا، بكونها أحزاب “الشكارة”.

من جهة أخرى، نبّه مصدر أخر ل”مشاهد”، إلى أن الفعاليات التي لا تدُور في فلك، بعض المنتفعين، تتم محاصرتها بصيغ مختلفة، محذرا من “طحن المؤسسات القادرة على استيعاب مشاكل المواطنين، الذي قد يؤدي إلى نتائج كارثيّة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *