عقد حزب التقدم و الاشتراكية امس الأحد 6 أكتوبر الجاري مؤتمره الجهوي بسوس ماسة تحت شعار “نفس ديمقراطي جديد” برئاسة أمينه العام محمد نبيل بنعبد الله، إلى جانب حضور وفود عن الكتابات الإقليمية، وعضوات وأعضاء اللجنة المركزية بالجهة و ممثلين عن أحزاب سياسية أخرى .
و اعتبر الأمين العام لحزب “الكتاب” أن قرار خروج حزبه من الحكومة الحالية لم يكن بالأمر المفاجئ كما وصفه البعض قائلا : “منذ تولي الحكومة الحالية زمام الأمور صادقنا على البرنامج الحكومي و واصلنا ذلك ما بعد مرحلة “البلوكاج”، لأن تحالفنا مع هيئات سياسية وليس أشخاص”.
و أضاف بنعبد الله : “قرار الإنسحاب من الحكومة الحالية جاء اقتناعا بأن لا إمكانية للانسجام بناءا على ميثاق سياسي أخلاقي من شأنه خلق حكومة تستطيع أن تبصم حضورها، بل حكومة أبرز صورها تمتلث في تطاحنات وجدل عقيم فقطـ، ما ساهم في بناء شرخ عميق في علاقة المواطن المغربي بالأحزاب السياسية”.
وفي معرض حديثه أكد المتحدث ذاته أن “سعد الدين العثماني سيضل صديق حزبنا الذي نحترمه، لكن مطالبنا للحكومة بملأ الساحة الانتخابية بخطاب سياسي موحد منسجم لم تتحقق”، منتقدا أداء الحكومة الحالية و التي كانت تتخذ إجراءات وصفها الأمين العام لحزب الكتاب ب”المحتشمة ومتأخرة الدخول حيز التنفيذ كالقانون الإطار للتعليم نموذجا .
و شدد بنعبد الله عن أهمية المدخل الاقتصادي الذي يهم الإصلاحات المطبقة على أرض الواقع و الكفيلة بالرفع من القدرة الإنتاجية للاقتصاد الوطني تجعل من الحكومة تبرهن أنها تمتلك قرار اقتصاديا حقيقيا و أنها قادرة على التنسيق بين أعضائها، لا أن يقوم كل وزير بما يشاء و كيفما شاء، ما لا يتماشى و العمل المنبثق مع دستور 2011”.
في السياق ذاته أكد بنعبد الله أنه “لا داعي التوجه للعاصمة الاقتصادية البيضاء للإنصات إلى حقيقة انكماش الاستثمارات الراجع لتقهقر ثقة رجال الأعمال باستقرار البلاد بل يكفي سؤال المستثمرين بعاصمة سوس لمعرفة الحقيقة”.
و أضاف نفس المتحدث : “هذه أسباب وغيرها دفعت بنا الى دق ناقوس الخطر من وجود إشكال حقيقي لا يمكن معه أن تستمر الحكومة الحالية بهذه الوتيرة والنقائص والثغرات الكبيرة على مختلف المستويات، لاسيما و التوجهات الملكية الرامية الى ضرورة بناء نموذج تنموي جديد و التوزيع العادل لثمار هذه التنمية على كل فئات و أقاليم و جهات المملكة”.
وأعرب بنعبد الله عن ثقته في المقترحات والمساهمات التي سيقدمها التقدميون والتقدميات بخصوص النموذج التنموي الجديد، وعن مدى انخراطهم في صياغة عرض سياسي موجه لعموم المواطنين.
و اختتم الأمين العام لحزب التقدم و الاشتراكية بنعبد الله كلمته بمناسبة انعقاد المؤتمر الجهوي بسوس مؤكدا أن “حزبنا سيكمل المسار بشكل أقوى لكن هذه المرة من بين صفوف معارضة مسؤولة وبناءة، لبلوغ انتخابات 2021 شامخين مستعدين صامدين ومنتصرين إن شاء الله”، يقول المتحدث ذاته.