كواليس

كواليس الإعفاء الغامض لمدير مستشفي الحسن الثاني بأكادير

ربطت مصادر متطابقة، بين إعفاء عزيز الريماني من إدارة مستشفى الحسن الثاني بأكادير وتقرير للجنة تفتيش مركزية أوفدتها وزارة الصحة في مهام رقابية دامت أسابيع، فيما ربطت مصادر أخرى قرار الإعفاء بالضغوطات التي مارستها بعض لوبيات القطاع الخاص على الوزير الجديد، وذلك في ظل المساس بمصالحها إثر التغييرات التي أدخلها الدكتور الريماني على عمل الأطباء وإرغامهم على إجراء العمليات الجراحية في أي وقت، وكذا مطالبة جمعية أصدقاء مستشفى الحسن الثاني بعدم اتخاذ المستشفى مقرا لها.

وأكدت مصادر للجريدة، أن المصحات الخاصة كانت تستفيد من حالة الفوضى التي يعرفها قسم المستعجلات، حيث يمتنع الأطباء عن القيام بالعمليات الجراحية اللازمة خلال الفترة المسائية، إذ يتم ترك المرضى يواجهون مصيرهم، وهو ما يستغله بعض العاملين بالقسم المذكور في توجيه المرضى نحو بعض المصحات الخاصة، مما كان يدر عليها مداخيل مالية هامة، غير أن القرار الذي اتخذه الريماني بإرغامه الأطباء على إجراء العلميات الجراحية في أي وقت قلل من لجوء المرضى إلى تلك المصحات، الشيء الذي فتح عليه عدة جبهات أدت لإقالته من منصبه.

ومن جهة أخرى، ذكرت مصادر عليمة، أن مدير مستشفى الحسن الثاني بأكادير لم يتوصل لحد كتابة هذه السطور بقرار عزله من منصبه، رغم أن قرار العزل تم تسريبه من دواليب الوزارة بالرباط. وأضافت ذات المصادر، أن مدير المستشفى الدكتور “الريماني” مازال يحضر إلى مكتبه بالمستشفى، ويمارس اختصاصاته الادارية العادية.

بالمقابل، عقد وزير الصحة، الذي يتواجد بأكادير منذ أيام، اجتماعات بالمستشفى والادارات التابعة للوزارة دون أن يستدعي “الريماني” لحضورها، رغم أنه قانونا مازال مديرا للمستشفى لعدم توصله بقرار العزل حسب المساطر الإدارية المعمول به في هذه الحالات. وأثارت هذه الواقعة ردود أفعال مستنكرة للقرار أولا، وثانيا نددت بالجهة التي سربت وثيقة إدارية من دواليب وزارة الصحة بالرباط.

وفي سياق متصل، سبق لهيئات سياسية وجمعوية بالمدينة أن عبرت عن إدانتها للاستهداف الذي لحق مدير المستشفى الحسن الثاني منذ التحاقه بهذا المنصب، مسجلة تفانيه في عمله من خلال توسيع وتجويد الخدمات المقدمة داخل المستشفى.

إلى ذلك، أصدرت الكتابة الجهوية لحزب التقدم والاشتراكية بجهة سوس ماسة، بيانا تضامنيا مع الدكتور عزيز الريماني، مستنكرة من خلاله “الحملة غير الشريفة التي تعرض لها الرفيق الريماني، والتي حاولت التشكيك في نزاهته ونضاله الشريف اتجاه تمكين الفئات الشعبية من الساكنة من الخدمة الصحية العمومية، ومن التدبير العقلاني للمؤسسة العمومية التي عمل على تطويرها”.

وأعلنت الكتابة الجهوية لحزب الكتاب، في بلاغ لها، عن تضامنها اللامشروط مع الدكتور الريماني، “الذي خبرناه رفيقا مناضلا متشبثا بقيم الحزب ومبادئه، ملتزما بالأدوار الإنسانية التي تشبع بها في مهنته النبيلة كطبيب، رافضا استغلال المرفق العمومي لأغراض شخصية أو مآرب سياسية ضيقة”، معتبرة أن الاستهداف الذي طاله هو “ضريبة نضال مواقفه المبدئية منذ أن تحمل مسؤولية إدارة المستشفى الجهوي، إذ ما فتئ يظهر للرأي العام خطورة حركات جيوب المقاومة والتغيير التي واجهها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *