متابعات

مخيمات تندوف بين سندان كورونا ومطرقة العطش

تشهد مخيمات تندوف منذ عدة أيام موجة حر تفوق الدرجات القياسية المعتادة في مثل هذا الوقت من فصول السنة ، وتتزامن موجة الحر مع شهر رمضان المبارك وواقع الحجر الصحي وكذا استمرار أزمة العطش في أغلب المخيمات وسط عجز الجهات الوصية عن ايجاد حل لها حتى اللحظة ، ومن المقرر ان تستمر هذه الموجة الى غاية الأسبوع المقبل حسب نشرة للجهات الجزائرية المختصة بمراقبة تغيرات المناخ.

وتنضاف قساوة المناخ إلى الشبح المخيم على المخيمات من جراء تفشي وباء كورونا بالمنطقة، فقد كشف الناطق الرسمي باسم اللجنة الجزائرية لرصد ومتابعة فيروس كورونا، الدكتور جمال فورار، قبل أيام، أن ولاية تندوف دخلت ضمن قائمة الولايات المصابة بفيروس كورونا، والتي تحصي عدة حالات مؤكدة.

ويكشف تخلي الجزائر عن ساكنة مخيمات تندوف خلال أزمة و تفشي جائحة كورونا عن استخفاف كبير بأرواح وصحة السكان القاطنين بالمخيمات الواقعة فوق التراب الجزائري، وبعد اتهامها بالتخلي عن ساكنة مخيمات تندوف، في سياق تفشي الوباء، انتقلت الجزائر إلى الاستعانة ببعض بيادقها في البرلمان الأوروبي من أجل تقليل حجم الكارثة الإنسانية والصحية التي تشهدها هذه المنطقة الخارجة عن حكم القانون.

ويعرف جميع المتتبعين مخيمات تندوف في الأوقات العادية. لكن اليوم، ومع تفشي فيروس كورونا، الذي أودى بحياة الكثير من الضحايا، يبدو أن الوضع أضحى أكثر خطورة.

وتقابل الجزائر المخاوف الأوروبية بالإنكار والمراوغة، ففي محاولة منها لرأب الصدع، تتمسك بأطواق نجاتها المتهالكة بالبرلمان الأوروبي، سعيا منها إلى التقليل من حجم انتشار الفيروس بمخيمات تندوف، التي تخلت عن إدارتها للمتنفذين في جبهة البوليساريو.

وحسب الخبراء، فإن نزع مسؤولية الجزائر عن هذا الجزء من ترابها، يفاقم خط انتشار واسع النطاق يتجاوز حدود المنطقة المعنية، ليصل إلى مناطق أخرى في جوار إفريقيا، والمنطقة المغاربية والحوض المتوسطي.

وكان هوبرت سيلان، الأستاذ بجامعة بوردو، المتخصص في قانون المخاطر، قد توقع ذلك في تحليل للوضع بهذه المنطقة.

وبالنسبة له، فإن الهلع الذي ظهر على الساكنة، بعد الإعلان عن عدة وفيات ناجمة عن فيروس كورونا، يفسر ماهية الخطر أكثر من الأرقام. و«ببساطة إلى أنه ليس بوسعنا أن نأمل في بلورة منظومة صحية منبثقة عن سلطات مافيوية عديمة المصداقية».

وأشار إلى أن هذا التدبير المؤسف للمخاطر يسترعي انتباه منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية في العالم بأسره، على اعتبار أنه يشكل مسا مباشرا بكافة الجهود المبذولة من طرف الدول.

فالحكومة الجزائرية عوض العمل على الأخذ بزمام الوضع، عمدت إلى غسل يديها من خلال الدفع ببيادقها في البرلمان الأوروبي للتقليل من حجم المأساة الصحية التي يعيشها السكان المتخلى عنهم في مخيمات تندوف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *