مجتمع

سيدي إيفني: دار الطالب “مستي” مشروع اجتماعي دامج

تقوم دور الطالب والطالبة بإقليم سيدي إفني، كبنية اجتماعية، بدور كبير في تمكين المنظومة التربوية الإقليمية من القيام بدورها بالشكل اللائق، لاسيما في مجال محاربة الهدر المدرسي بالوسط القروي وضمان لاستمرارية الحق في التعليم للتلاميذ المنحدرين من مناطق نائية.

وبقلب جماعة مستي، توجد دار الطالب “امستي” أنموذجا حيا لمشروع اجتماعي دامج يجسد حقيقة، وبالواقع الملموس، مقاربة تشاركية تهدف إلى تشجيع تعليم أطفال العالم القروي على التحصيل .

ورأت هذه البنية التحتية الاجتماعية المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، النور عام 2008 بموجب شراكة بين المبادرة، والتعاون الوطني، والجمعية الخيرية الإسلامية المسيرة لدار الطالب .

وكلف هذا المشروع ، منذ إحداثه، غلافا ماليا يفوق 3 ملايين و97 ألف درهم ، منها مليوني درهم مساهمة من المبادرة الوطنية في مرحلتها الأولى (البناء) ، و800 ألف درهم في المرحلة الثانية (إصلاح وتبليط)، و648 ألف درهم في المرحلة الثالثة خصصت للتوسعة(60 بالمائة نسبة تقدم الأشغال حاليا)، فيما ساهم قطاع التعاون الوطني بالمبلغ المتبقي (التجهيز).

وقد تم إحداث دار الطالب مستي ، والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية حاليا 64 سريرا لتلاميذ منحدرون من مناطق نائية بالإقليم، وفق تصميم اجتمعت فيه شروط تساهم فيتةفيرظروف التحصيل للتلاميذ .

وتلعب هذه المنشأة الاجتماعية، منذ إحداثها، دورا رائدا في مجال الاستقبال والإيواء والإطعام والمراقبة التربوية والتوجيه الاجتماعي والمساعدة على الاندماج في الحياة العادية، والتربية على المواطنة، إلى جانب استفادة النزلاء من أنشطة اجتماعية وصحية وثقافية .

ويتيح هذا المشروع الخيري للمستفيدين توفير سكن مناسب مجهز بمختلف الضروريات الأساسية بما يمكنهم من إتمام دراستهم في ظروف جيدة وفي فضاء مخصص أساسا للدراسة والتحصيل، كما يتيح إقامة أفضل وتحقيق توازن نفسي وتنمية شخصيتهم بل وتشجيعهم أيضا على تحقيق التميز في مسارهم الدراسي.

ويسعى هذا المشروع ، على الخصوص، إلى تثمين الجهود الجماعية المبذولة على المستوى الإقليمي من أجل النهوض بتمدرس أطفال العالم القروي انسجاما مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والاهتمام المتزايد الذي ما فتئ يوليه جلالته للعنصر البشري بغاية تكوينه بشكل جيد ومن أجل رفاهيته ونمائه الفكري.

وتضم هذه البنية التحتية الممتدة على مساحة ألفي متر مربع، بالخصوص، ثلاثة مراقد، ومرافق إدارية، ومطبخ وقاعتين للإطعام والقراءة ، فضلا عن مرافق صحية.

وبالمناسبة، أكد رئيس مصلحة برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم سيدي إفني، عبدالوهاب عابدين، أن هذا المشروع يهدف بالأساس الى دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي بالعالم القروي، وأيضا تشجيع التلاميذ بالجماعات القروية النائية على الاستمرار في الدراسة.

وسجل عابدين أن هذه الوحدة الاجتماعية تضع محاربة الهدر المدرسي في صلب أولوياتها.

وأشار إلى أن دار الطالب المحدثة في المرحلة الاولى من المبادرة كلف بناؤها غلافا ماليا بلغ مليون و649 ألف درهم، منها مليون و479 ألف درهم مساهمة من المبادرة، فيما تكلف قطاع التعاون الوطني بالتجهيز والتسيير في اطار شراكة مع الجمعية الخيرية الإسلامية المشرفة على التسيير، موضحا أن هذا المشروع استفاد من عملية الاصلاح والتهيئة سنة 2016 بكلفة 800 ألف درهم، ويعرف حاليا عملية توسيع المراقد بغلاف مالي يقدر ب 648 الف درهم.

من جهته، أبرز لحسن هنان، مدير دار الطالب مستي، أن من أهداف دار الطالب الاستقبال والإيواء والإطعام والمواكبة والمراقبة التربوية وتقديم الخدمات للمستفيدين الذين هم في وضعية صعبة وهشة وأيضا المراقبة الصحية والتتبع، مبرزا أن الدار ساهمت بتقليص الخدر المدرسي لا سيما مع توفير النقل المدرسي .

وفي سياق متصل، أكد رئيس الجماعة الترابية لمستي، علي بوفيم، في تصريح مماثل، أن هذه المؤسسة اضطلعت بدور هام في القضاء على ظاهرة الهدر المدرسي، مبرزا المجلس الجماعي يدعم هذه الدار بمنحة سنوية بقيمة 60 ألف درهم، كما تم توفير النقل المدرسي بشراكة مع المجلس الإقليمي لسيدي إفني .

يذكر أن إنشاء دور الطالب والطالبة بإقليم سيدي إفني يندرج في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن عن ميلادها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 18 ماي 2005، كمبادرة لتغيير نموذج العمل الاجتماعي وفتح أفق جديد له وتحقيق تماسك غير مسبوق لأسسه الفعلية التي تتمحور حول تنمية القدرات البشرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *