جهويات

أفركط بكلميم: قصة قبيلة أيت ياسين والمدرسة العتيقة “الرحمة”

بالإضافة الى ما يميزها كصرح روحي، يساهم الموقع الجغرافي للمدرسة العتيقة “الرحمة” بجماعة أفركط بإقليم كلميم بين باب الصحراء وإقليم طانطان في تشجيع أعداد مهمة من طلبة العلم للتوافد عليها لحفظ القرآن الكريم وطلب العلوم الشرعية.

على بعد حوالي 38 كيلومترا من مدينة كلميم، شيدت المدرسة سنة 2001 قطبا تربويا لتعزيز قيم الدين الإسلامي السمح المعتدل والوسطي، وهي تستقبل منذ 2007 عددا من طلبة العلم من كلميم وطانطان وبوجدور والعيون والسمارة .

نحو تعزيز التعاون المغربي الافريقي

ونظرا لإشعاعها على مستوى الأقاليم الجنوبية للمملكة، يسعى المسؤولون عن المدرسة الى توسيع الطاقة الاستيعابية لهذه المعلمة الدينية لاستقبال الطلبة الأجانب ولاسيما من إفريقيا.

يقول مدير المدرسة سعيد أبوعلين “نحن بصدد التفكير في استقبال الطلبة الأفارقة ، لدينا طلبات في هذا الشأن”، موضحا: “نفكر في توسيع مرافق المؤسسة بإضافة جناح خاص بالطلبة الأفارفة”.

وأكد أن هذه الخطوة تدخل في إطار المساهمة في تعزيز التعاون المغربي الافريقي، لاسيما في بعده الديني والروحي.

قبيلة آيت ياسين.. وقصة تأسيس المدرسة

يعود الفضل في إحداث هذه المدرسة العتيقة المخصصة للتعليم العتيق بالسلك الابتدائي الى قبيلة آيت ياسين بجماعة أفركط، وهي ثمرة شراكة بين القبيلة التي تكفلت بالبناء، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تضع المناهج الدراسية والسهر على تنفيذها عبر تزويد المدرسة بأطر ادارية وتربوية.

يقول سعيد أبوعلين ، الذي يشرف على المدرسة منذ إحداثها، إن غاية قبيلة أيت ياسين من إنشاء مدرسة عتيقة هو إثراء المنطقة بصرح تربوي وروحي ومعرفي يجسد مظهرا من مظاهر التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة، ويستجيب للخصوصيات التاريخية والثقافية للمنطقة بهدف صون الهوية الدينية والوطنية .

وأبرز أن هذه المؤسسة تستمد منهجها الدراسي من الموروث التربوي والتعليمي للمدارس العتيقة بالمغرب التي تجمع بين التربية الروحية والتربية على المواطنة، وصون الثوابت الوطنية.

وتواصل المدرسة ، تحت إشراف الفقيه أبوعلين، رسالتها النبيلة في التربية والتعليم باعتماد برنامج يجمع بين التعليم الأصيل والبيداغوجية الحديثة في سلك التعليم الابتدائي .

وهكذا، يوضح، فإن المدرسة بانخراطها منذ 2007 في نمط التعليم العتيق الذي يؤطره القانون 01-13 تكون قد جمعت بين المحافظة على أصالة العلم الشرعي والانفتاح على المواد العلمية المقررة في التعليم العمومي بما يفتح للطالب آفاق النجاح في مختلف أطوار الدراسة .

فبالإضافة إلى المواد الشرعية التي ينظمها القانون الذي تشرف عليه الوزارة، فإن المدرسة توفر تعليما عصريا عبر مناهج ومقررات دراسية معتمدة بالتعليم العمومي وذلك بالانفتاح على علوم العصر والثقافات واللغات الأجنبية (فرنسية، إنجليزية، أمازيغية).

من جهته، أكد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية محمد المرزوقي أن مدرسة “الرحمة” “صرح مهم في المنطقة يقصده طلبة العلم والمعرفة وحفظة كتاب الله”.

واعتبر المسؤول الجهوي هذه المدرسة لبنة من لبنات العلم والمعرفة بهذه المنطقة .

أدوار أخرى ترفيهية وإيكولوجية

إلى جانب المحافظة على تدريس العلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم والانفتاح على اللغات والمواد العلمية، توفر المدرسة للطلبة الشروط الملائمة للتحصيل العلمي ، وكذا محيط تربوي واجتماعي يساعدهم على الاندماج حيث يستفيدون من برامج موازية للتعليم يشمل أنشطة ترفيهية ورياضية ، فضلا عن توفرها على فضاء إيكولوجي عبارة عن مساحات خضراء مغروسة بأشجار متنوعة (ألف شجرة).

ويصل عدد التلاميذ المقيمين بالمدرسة، حاليا 45 تلميذا بمستوى السادس ابتدائي وتلاميذ من مستوى الخامس وذلك بعد أن تم تقليص العدد (120 تلميذ) بسبب جائحة كورونا.

وتشتمل المدرسة التي يتألف طاقمها التدبيري من 18 إطارا تربويا بينهم مدير، وحارسين عامين اثنين، ومقتصد، إلى جانب مستخدمين، على قاعات للتدريس وحفظ القرآن وقاعة للعلاجات، وأخرى خاصة بالشاشة التعليمية، و قاعة للإطعام ومطبخ، إلى جانب مرافق إدارية وجناح لإيواء الطلبة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *