مجتمع

الجوهري: رحم الله مصطفى ستيتو، الرجل الطيب

إذا كان للمركز السينمائي المغربي فضائل يفتخر بها، فأكيد أن سي مصطفى ستيتو هو الفضيلة الأكثر حضورا وبروزا وتوهجا، خلال سنوات طويلة من تحمله مسؤولية الكتابة العامة، بهذه المؤسسة الوصية على الفن السابع بالمغرب، وسبب اعتباره فضيلة قصوى، تتلخص بكل بساطة ووضوح، في أخلاقه العالية، وحبه اللامتناهي للناس، وتفانيه بكل صدق في خدمة صناع الصورة بالمغرب. يعني ان مصطفى ستيتو كان، رحمه الله، بابا من أبواب التواضع الخلاق، ونافذة مشرعة من نوافذ الجنة، نافذة يمكن أن يطل أي واحد من خلالها على معاني الوفاء والإخلاص والدفاع بكل نكران الذات عن الفن والفنانين السينمائيين المغاربة.
يكفي السينمائي المغربي، أي سينمائي، أن يلج باب المركز، لكي يتذكر سي مصطفى ستيتو، حاضرا كان أو غائبا. لأنه كان رمزا من رموز خدمة سينمانا الوطنية، ورجلا يحب الجميع ويحبه الجميع، لحد اننا لم نكن نجد من تجتمع حوله محبة المهنيين والمثقفين بالمغرب، مثل ما كانت تجتمع حول هذا المغربي الريفي الأصيل، لأن شعاره كان خلال مساره المهني، التسريع بحل كل الملفات، وتطييب الخواطر عندما تشتد الأزمات، والعمل على اطفاء نار الغضب، او ما يمكن أن يعكر مزاج أي سينمائي وجد عقبة ادارية ما في طريقه.
مات سي مصطفى، لكن ذكراه ستظل محفورة في وجدان كل من عرفه وعاشره وأحبه، او استظل بتوجيهاته ومساعداته التي لا تعد ولا تحصى. وانا واحد من هؤلاء الذين سيظلون يلهجون بذكر فضائله ويدعون له صباح مساء.

عبدالإله الجوهري: مخرج سينمائي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *