متابعات

طانطان.. “دار لفليج” تستأنف نشاطها في صناعة الخيمة الصحراوية

بعد إغلاق اضطراري دام أزيد من سنتين بسبب جائحة كوفيد-19،عادت “دار لفليج”،بجماعة الوطية (25 كلم عن مدينة طانطان)، إلى استئناف نشاطها بعدما تم فتح أبوابها من جديد أمام نساء متشبعات بحرفة صناعة الخيام التقليدية الصحراوية والزربية الأصيلة المنسوجة من الصوف.

وتم،مؤخرا، إعادة فتح أبواب هذا الفضاء خلال حفل بحضور رئيس المجلس الجماعي للوطية، نافع الوعبان ، وممثلو السلطات المحلية، وكذا فعاليات من المجتمع المدني، والذي تميز بتنظيم معرض لإبراز فن صناعة وحياكة الخيام والزرابي التقليدية أبدعتها أنامل النساء على شكل لوحات فنية تنم عن ذوقهن الرفيع وتشبعهن بالموروث الثقافي برموزه وأشكاله.

وتعد الخيمة الصحراوية منتوجا تقليديا وموروثا أصيلا يحرص أهل الأقاليم الجنوبية للمملكة ومنها طانطان، على الحفاظ عليه وصيانته من الاندثار باعتباره جزء من الثقافة الحسانية العريقة التي تعد إحدى روافد الهوية المغربية.

وتجسد “دار لفليج” التي تم إحداثها سنة 2017 بدعم من وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، والمجلس الجماعي للوطية ، نافع الوعبان، وتشرف على تسييرها تعاونية “دار لفليج” ، فضاء لتثمين الخيمة الصحراوية بطانطان ، و الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الحساني باعتبار أن الخيمة تعد رمزا من رموز الثقافة الحسانية.

كما يعد هذا المشروع فضاء مثاليا للوقوف على المراحل التي تقطعها صناعة الخيمة الصحراوية والزربية التقليدية الأصيلة، قبل إخراجها إلى حيز الوجود في صورتهما النهائية، فإسم “لفليج” يحيل إلى مكون “لفليج” الوحدة الأساسية في صنع الخيمة، والذي يصنع من الوبر ومختلف بقايا شعر الإبل.

وجاء إحداث هذا المشروع، الذي تم إفتتاحه سنة 2017 على هامش الدورة ال13 لموسم طانطان الذي تنظمه سنويا مؤسسة الموكار ، ثمرة تجربة خاضتها وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، في دعم وصناعة خيام خاصة بهذا الموسم الثقافي والتي كانت خياما استثنائية من حيث الصناعة والمساحة وأيضا من حيث التجهيزات .
وقد ساهمت هذه التجربة في بروز فئة كبيرة من النساء المتشبعات بحرفة نسج الخيام و الزرابي و الحصير، والتي أصبحت في الوقت الراهن معرضة للاندثار،ومن أجل تثمين هذا الموروث وحمايته من الاندثار، عملت الوكالة بمعية شركائها (عمالة إقليم طانطان، جماعة الوطية)، إلى خلق مشروع يهدف إلى الحفاظ على هذه الحرفة وتلقينها للأجيال الصاعدة من خلال إحداث (دار لفليج).

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *