بيئة ومناخ

غوتيريتش يدعو الى تحسين ادارة الموارد المائية في العالم

في مواجهة شح المياه المتفاقم، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الإنسانية المعرضة للخطر أن “تُغيّر مسارها” في إدارتها لـ”هذه الثروة المشتركة الثمينة”، وذلك في ختام مؤتمر غير مسبوق شكّل بصيص أمل.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في ختام مؤتمر الأمم المتحدة للمياه المجتمع الدولي إلى منع النزاعات والفقر من خلال تحسين إدارة الموارد المائية في العالم.

وقال غوتيرش من نيويورك مساء أمس الجمعة على البشرية إلى تغيير المسار على صعيد إدارة هذا المورد « المشترك الثمين » إزاء النقص المتفاقم، في ختام مؤتمر حول المياه غير مسبوق منذ قرابة نصف قرن أثار بعض الأمل.

وشدد غوتيريش على أن  المياه وهي الملكية المشتركة الأثمن يجب أن تكون في صلب الأجندة السياسية العالمية لما لها من تأثير على الصحة والصرف الصحي والنظافة والسلام والتنمية والفقر والأمن الغذائي.

وأضاف  كل آمال البشرية المستقبلية رهن بطريقة ما بتغيير المسار بالاستناد إلى العلم لبث الحياة في برنامجالتحرك من أجل المياه  الذي ارتسمت ملامحه من خلال الالتزامات التي قطعت خلال هذا المؤتمر.

وطالب بجهود « تغير الوضع » لكي ينعم جميع سكان العالم بالمياه.

والعالم ليس راهنا بصدد تحقيق أهداف المياه المحددة للعام 2030 ولاسيما الحصول على المياه العذبة والصرف الصحي للجميع.

وأكد غوتيريش « لذا حان الوقت الآن للتحرك » بعدما حمل بقوة الأربعاء على « الاستهلاك المفرط » للبشرية والأزمة المناخية الناجمة عن ذلك.

وحضر المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام في نيويورك نحو 10 آلاف ممثل عن الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني.

وتعهد المشاركون، من بين أمور أخرى، ببناء مراحيض وتدابير تجديد الأنهار والأراضي الرطبة الجافة.

وسجل المؤتمر حوالي 700 التزام صادر عن منظمات غير حكومية وحكومات والقطاع الخاص في « برنامج التحرك » هذا قبل المؤتمر غير المسبوق منذ 1977 وخلاله ومن بينها بناء مراحيض وإحياء 300 ألف كيلومتر من الانهار تعاني من التدهور.

واستمر المؤتمر ثلاثة أيام وشارك فيه نحو عشرة آلاف شخص.

من جهته قال ستيوارت كور من الصندوق العالمي للطبيعة في تصريح لوكالة فرانس برس « مع أن الوضع ليس إيجابيا بالكامل ومع أن بعض الالتزامات ليست قوية » بالمقدار المأمول « إلا انني فوجئت إيجابيا ».

وأضاف « نسمع الكثير من الوعود في مؤتمرات كهذه (..) لكن أشعر أن الأمر مختلف الآن ». وأكد « المشكلة لن تختفي، بل ستتفاقم لذا أرى أن هذا هو السبب الذي يدفع الجميع إلى القول إن الوقت حان للمضي قدماً ».

وفي محاولة لإعطاء دفع للأمور، دعا المؤتمر إلى تعيين مبعوث أممي خاص بشأن المياه، وقال غوتيريش إنه سيدرس هذا الاقتراح.

في عام 2020 كان مليارا شخص لا يزالون محرومين من المياه العذبة السليمةفيما لا يحصل 3.6 مليارات على خدمات الصرف الصحي السليمة بينهم 494 مليونا يقضون حاجتهم في الهواء الطلق، على ما تفيد آخر الأرقام التي جمعتها لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية.

وكان 3.6 مليار شخص يفتقرون إلى الصرف الصحي المناسب. في مثل هذه الظروف المعيشية ، تنتشر أمراض مثل الكوليرا والزحار وشلل الأطفال بسهولة.

وفيما يؤدي الاحترار المناخي إلى موجات جفاف متكررة، يرى خبراء المناخ في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن « نحو نصف سكان العالم » يعانون من نقص « حاد » في المياه خلال فترة على الأقل من السنة.

وقالت الناشطة الهولندية الشابة انييك مومن إن المؤتمر شكل « جرس انذار » وشددت على أن « المستقبل ينادينا لا تنسوا أن تصغوا إلى هذا النداء ».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *