آراء | مجتمع

اليزيدي يكتب: آلام ركبة أخنوش..النجاعة في مواجهة الشعبوية

تفاعل المواطنين مع موضوع الآلام على مستوى الركبة التي كان يشعر بها رئيس الحكومة، وجعلته يحلس في وضعية غير مريحة أثناء صلوات تراويح ليلة القدر مؤشر على اهتمام المواطنين بالسياسة وبالمنتخبين بارتباط مع تدبير الشأن العام.
وإذا كان هناك من استغل هذه الوعكة الصحية للشماتة وتصفية الحسابات السياسية، فإن هذا مؤسف على اعتبار أن هذا السلوك لا يعكس ثقافة عموم المغاربة التي تؤمن بالأقدار الإلهية وتدعو بالشفاء لكل عليل.

وبتزامن مع ذلك سجل الكثير من المواطنين بأنه في نفس الاسبوع كان رئيس الحكومة منخرطا شخصيا في الحوار الاجتماعي مع النقابات الاكثر تمثيلية بعد أن قام بمأسسة هذا الحوار في محطتين في السنة بدل واحد كانت تعقد عشية عيد العمال، ووضع آليات دائمة تشتغل طيلة السنة مع الشركاء الاجتماعيين والمهنيين لتحقيق مكاسب حقيقية لعموم الشغيلة كالزيادة في الأجور.
كما لاحظ المغاربة كذلك أنه في نفس الأسبوع وفي سياق تتبعه الدقيق لإنجاز مشروع أوطوروت الماء بين حوض سبو وحوض ابي رقراق، الذي كان مقررا الانتهاء منه في عهد الحكومة السابقة، أشرف رئيس الحكومة على تدارك خلل توريد القنوات الفولاذية الضخمة لنقل الماء من تركيا من طرف الشركات المتعاقدة نتيجة انعكاسات الزلزال الأخير بمصادقة المجلس الحكومي الأخير على إعفاء استيراد هذه القنوات التي لا تصنع محليا من الرسوم الجمركية عند استيرادها من دول أخرى، لتمكين الشركات المعنية من الوفاء بالتزاماتها لإنجاز المشروع في آجاله بما يمكن من تدارك الخصاص في المياه الصالحة للشرب بمحور الرباط/الدارالبيضاء وتجنب قطعه عن المواطنين خلال الصيف القادم.
وفي نفس الأسبوع كذلك، ترأس رئيس الحكومة اجتماعا لمتابعة تنزيل خارطة الطريق 2022/2026 لإصلاح منظومة التربية الوطنية بالارتكاز على المعلم والتلميذ والمدرسة. وفي هذا الباب مثلا حيث سيتم تفعيل العمل بأجر 7500 درهم للشهر أي بزيادة 2500 درهم في الأجر الشهري للأساتذة بعد نهاية ثلاث سنوات من تكوين الفوج الأول من خريجي مسالك التربية والتعليم بالجامعة.
وبدون بهرجة وبدون شعبوية كذلك، ستحمل نهاية السنة الحالية بشرى الى ملايين الأسر حيث سيتم الشروع في العمل بالسجل الوطني والسجل الاجتماعي، مما سيمكن من توجيه الدعم المباشر الى ملايين المغاربة بشكل شفاف وعادل لا يترك مجالا للاستغلال السياسوي.
وفي سوس مثلا، الفلاحون والساكنة ممتنون كثيرا للمبادرة الاستباقية الجادة والفعالة لعزيز أخنوش حين كان وزيرا للفلاحة حيث توجد آلاف الهكتارات الفلاحية اليوم وساكنة اكادير الكبير في مأمن من آثار الجفاف بفضل محطة تحلية ماء البحر بإقليم شتوكة أيت باها، بعد عدة سنوات من البناء والتتبع وهو ما لم يتوفر لمشروعي محطة التحلية بكل من الدارالبيضاء ووجدة.

لقد مرت عدة محطات من الامتحانات جعلت المغاربة يدركون بأن لديهم رئيس حكومة أعطى لرئاسة الحكومة قيمتها وهيبتها عبر سهره الشخصي على إصدار نصوص القوانين والتمويلات اللازمة لإنجاز المشاريع الكبرى في آجالها.
من معرفتي بالسي عزيز الانسان والسياسي والاحتكاك به في عدة محطات ومناسبات لا شك سيذكر المغاربة والتاريخ أنه رجل دولة إستثنائي بنشاطه وإقدامه، نجح في وضع اشتغال الحكومة ورئاستها على السكة الصحيحة، وهي سكة تطبيق الإرادة الملكية في التنمية الحقيقية للبلاد والعباد، بدون شعبوية وبدون تهاون، وفي الآجال المحددة، كما يؤكد ذلك إنجاز تعميم التغطية الصحية وإخراج ميثاق الاستثمار الجديد في الآجال المرسومة.

عبد الرحمان اليزيدي: قيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *