وفق تصورات ورؤى وأهداف محكمة، تم توثيقها في القانون الأساسي لجمعية “أنزا الهجرة والتنمية”، أضحى “مهرجان المهاجر” من الثوابت الأساسية للجمعية كآلية من الآليات الضرورية والدينامية للإسهام في توطيد الروابط والعلاقات مع مغاربة المهجر صيانة لهويتهم الوطنية وحفاظا على سماتهم الخصوصية الثقافية والتراثية. وحرصا على تشبثهم بعاداتهم وتقاليدهم المفصلية الوصلية وقيمهم الوطنية والدينية…
وقال بلاغ للجمعية توصلت “مشاهد” بنسخة منه إن هذه الأخيرة تعهدت أن يظل “مهرجان المهاجر” تقليدا سنويا يشكل جسرا تواصليا يحمل دلالات ومعاني عميقة وبليغة تتجسد فيها قيم الأخلاق النبيلة والمعاملات الوثيقة الرصينة، المتجذرة في تراثنا، والمتأصلة في عاداتنا وتقاليدنا، المنبثقة من ديننا الحنيف والمتسمة بمنهاج تربوي قادر على مواكبة الحداثة دون المساس بالسمات الأصيلة للهوية المغربية في بلاد المهجر وفي المغرب. وهو تَعَهُّدٌ يسعى في الوقت نفسه إلى محاولة الإسهام في اقتراح حلول عملية وواقعية تسعفنا في التخلص والتحرر من معيقات ومعوقات التنمية المأمولة والغير المُفعَّلة، والانتقال إلى تنمية حقيقية دينامية تعنَى بمغاربة العالم في بلاد المهجر وفي بلادهم المغرب، ينخرط فيها الجميع دولة وحكومة، وجامعات وكليات ومؤسسات عمومية وخصوصية، ومنظمات حقوقية وثقافية، وجمعيات مدنية…
وأضاف البلاغ أن الجمعية أقرت اعتبار الجلسات العلمية المخصصة لموضوع الهجرة والتنمية والاستثمار تقليدا مُلزِما وقاعدة الانطلاق في كل مهرجان على حِدَة. جلسة علمية قد تسعفنا في الإجابة على أسئلة ملحة جوهرية جاءت في خطاب ملك البلاد محمد السادس، نصره الله، مساء يوم السبت 20 غشت 2022، بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب. أسئلة تفضل بطرحها جلالته بعدما عبر عن اعتزازه بتشبثهم بمغاربيتهم، وللتفافهم حول الدفاع عن مغربية صحرائهم، والإشادة بقوة ارتباطهم بوطنهم وتعلقهم بمقدساتهم وحرصهم على خدمة مصالحه العليا… وهي أسئلة من قبيل:
ماذا وفرنا لهم لتوطيد هذا الارتباط بالوطن؟
وهل وفرنا لهم التأطير الديني والتربوي اللازم؟
وهل المساطر الإدارية تتناسب مع ظروفهم؟
وهل الإطار التشريعي، والسياسات العمومية، تأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم؟
ونظرا لما تحمله هذه الأسئلة الوثيقة والبليغة من مضامين ترقى إلى تقويم وضعية مغاربة العالم واكتشاف مكامن القوة ومكامن الضعف في قضية أضحت من أوليات القضايا الوطنية بعد قضية مغربية صحرائنا..، قضية مغاربة العالم وما يحوم حولها من مفاهيم الاندماج والتنمية والاستثمار والمواطنة الحقيقية والمشاركة السياسية والمؤسساتية … فإن جمعية “أنزا الهجرة والتنمية”. وفق مقتضيات قانونها الأساسي، تلتزم بالانخراط في الإسهام في تحقيق الأفضل لقضية مغاربة العالم وخدمة المصالح العليا للوطن
وتحت شعار: ” توطيد مواطنة المهاجر حق وسلوك ومبدأ “، تنظم جمعية أنزا الهجرة والتنمية مهرجان المهاجر في نسخته الثانية أيام 9 و10و 11و 12و 13 غشت 2023 بأنزا بمدينة أكادير ساعية إلى توطينه والرقي به إلى مصاف المهرجانات الدولية وتوظيفه كآلية من الآليات الأساسية لتحقيق الأهداف المتوخاة. لقد تعهدت الجمعية من خلال مهرجان المهاجر أن تظل مواكبة ومتتبعة لمختلف القضايا التي تشغل مغاربة العالم محاولة في الوقت نفسه الانخراط الفعلي في عرضها على الرأي العام ومناقشتها وتقديم الحلول بشأنها وفق الرؤى الوجيهة والتوجيهات الحكيمة لملك البلاد في مختلف خطاباته السامية التي أعطت أهمية قصوى لقضايا مغاربة العالم.
وعلى غرار مهرجان المهاجر في دورته الأولى فإن مهرجان المهاجر في دورته الثانية يضع برنامجا مكثفاً يقيس مختلف المجلات العلمية الأكاديمية، والثقافية التراثية، والأنثروبولوجية الاجتماعية، والفولكلورية الشعبية، والرياضية الفنية … في ارتباطها بالتاريخ المغربي ماضيه وحاضره استنباطا لعاداته وتقاليده وقيمه الخالدة المتجذرة. لقد خصصنا لأبناء الجالية في هذا المهرجان مقاما صيفيا يتيح لهم إمكانية الاستمتاع بأجواء صيفية يسودها مناخ مغري ومنعش يتميز بالاعتدال ويستأثر بجمالية شاطئ أنزا وبريق ولمعان شمسها..، وقد أعددنا لهذا المقام ا برنامجا مكثفاً يحتوي أنشطة تربوية دامجة، وورشات فنية، وفقرات ثقافية، وتظاهرات رياضية..،
ويتضمن مهرجان المهاجر هذه السنة في دورته الثانية نَصْبَ خيمة صحراوية تتداول مواضيع آنية متنوعة يتم طرحها والتحاور فيها على شكل جلسات عائلية. كما سيتم تثبيت شاشة كبيرة في كورنيش أنزا لعرض أفلام للمشاهدة تتناول قضايا الهجرة، وتمكين المارة من الاستماع والاستمتاع بأهازيج فولكلورية شعبية. كما استقطب مهرجان المهاجر فنانين تشكيلين ومنعشين عقاريين ومعرضا للمنتوجات الصناعة التقليدية لتقريب خدماتهم ومنتوجاتهم من زوارانا.
كما سيحتضن كورنيش أنزا سهرة فنية تتضمن ألوانًا متنوعة من الغناء تقدمها فرق غنائية متمرسة لها إشعاعها وشهرتها في علاقتها باللون الغنائي الذي تعنى به.
وسيسدل الستار على فعاليات مهرجان المهاجر بتنظيم حفل ختامي بالمركب الثقافي الحاج الحبيب بأنزا ستتخلله موشحات من الطرب الأندلسي وأغاني كلاسيكية، وستقدم فيه كلمات ذات الاهتمام بحصيلة مهرجان المهاجر في دورته الثانية والإعلان عن نية تنظيم مهرجان المهاجر في دورته الثالثة كما هو مخطط له في المخطط العام لبرنامج الجمعية.
وسيحظى هذا الاختتام كذلك بتكريم ثلة من المهاجرين الأنزاويين الذين تم اقتراحهم واختيارهم بناءً على معايير ومقاييس معينة. وفوق هذا وذاك فإن الجمعية تسعى جاهدة إلى تقديم خدمات تلبي مختلف التطلعات والانتظارات التي يتوق المهاجر في بلده الأصلي وفي بلاد المهجر إلى تحقيقها والظفر بها… ومن أجل هذا فإن آليات التلاقي والتقاطع والتشابك بين جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات العمومية وشبكات الفضاء العمومي والفضاء الافتراضي أضحت ضرورة ملحة لتحقيق وتوطيد تنمية شاملة تضمن الانسجام والتعاضد والتآلف.
