المغرب الكبير

“لوموند”: الجزائر فشلت في إقناع إسبانيا بتغيير موقفها من قضية الصحراء

اشارت عدة وسائل إعلامية من بينها “مشاهد” إلى أن إلغاء زيارة وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس إلى الجزائر، الاثنين المنصرم، في اللحظات الأخيرة، يرجع بالأساس إلى فشل الجزائر في إقناعه إعلان موقف صريح مخالف لموقف مدريد الحالي الذي يدعم سيادة المغرب على الصحراء عبر مقترح الحكم الذاتي، وهذا الموقف أكدته اليوم جريدة “لوموند” الفرنسية في تقرير لها.

وأفادت الصحيفة الفرنسية عن مصادر جزائرية، أن المسؤولين الجزائريين كان لهم تحفظات بخصوص المواقف التي يُعبر عنها وزير الخارجية الإسباني بشأن قضية الصحراء، مما أدى إلى إلغاء الزيارة بعدما رفض ألباريس توضيح الموقف الذي ترغب فيه الجزائر.

وأبرزت “لوموند”، إن “ألباريس أعلن أن سبب إلغاء الزيارة هو مشاكل في الجدولة من طرف الجزائر”، مشيرة إلى أن “عدم تنفيذ هذه الزيارة، سيعني أن العلاقات بين البلدين ستحافظان على مستوى منخفض من التطبيع، في ظل تمسك مدريد بموقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء”.

وكان إلغاء زيارة ألباريس التي كان قد تم الإعلان عنها من طرف الجزائر وإسبانيا قبل موعدها بأيام، قد أثارت العديد من التساؤلات وراء الأسباب الحقيقية، وقد كانت أغلب التكهنات تشير إلى عدم توصل الجزائر وإسبانيا إلى اتفاق واضح بشأن قضية الصحراء، حيث تصر مدريد على دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في حين تطلب الجزائر منها التراجع عنه.

وكانت الجزائر قد أقدمت منذ مارس من عام 2022 على قطع علاقاتها الدبلوماسية مع مدريد، ثم أقدمت في يونيو من نفس العام على قطع علاقاتها الاقتصادية مع إسبانيا، كرد فعل على إعلان مدريد دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء.

ويبقى المرجح، وفق العديد من التحليلات السياسية للعلاقات الإسبانية الجزائرية في الصحافة الاسبانية، أن هناك دوافع أخرى أدت بالجزائر إلى التوقف عن تعنتها في الأزمة مع إسبانيا، من بينها، هو أن استمرار الأزمة لا يخدم مصالح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي يدخل شهورا حاسمة في مساره الرئاسي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية هذا العام.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *