اقتصاد

أخنوش: قطاع الصيد البحري بالمغرب نموذج يحتذى في مجال التعاون بين دول الجنوب

استطاع معرض “هاليوتيس”، الذي ينطلق غدا الأربعاء في أكادير، أن يفرض نفسه، مع توالي دوراته، كموعد هام بالنسبة للفاعلين في قطاع الصيد البحري على الصعيدين الجهوي والقاري، كما يعكس هذا الملتقى الرغبة التي تحذو المغرب للرقي بهذا القطاع حتى يضطلع بدور محوري في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ويتناغم هذا التطلع مع المؤهلات التي يكتنزها المغرب، والمتمثلة في توفره على واجهتين بحريتين تمتدان على طول 3500 كلم من الشواطئ المتميزة بالثراء والتنوع، سواء على مستوى التنوع الاحيائي، أو في ما يتعلق بخصوصياتها المرتبطة بالنظم البيئية.

فالمياه المغربية تعد من بين المجالات البحرية الغنية بثرواتها السمكية على الصعيد العالمي، كما أن المغرب يحتل الرتبة الأولى على الصعيد الإفريقي بخصوص إنتاج الأسماك، علاوة عن كونه يعد المنتج والمصدر الأول لسمك السردين على الصعيد العالمي.

ويعتبر معرض “هاليوتيس” فرصة سانحة لتثمين هذا الموروث الطبيعي الذي يتوفر عليه المغرب، كما يشكل فرصة لإبراز الجهود المبذولة خلال السنين الأخيرة من طرف المغرب، ليس فقط من أجل ضمان التنمية المستدامة لقطاع الصيد البحري ، ولكن ايضا لجعله رافعة حقيقية للتنمية.

وتتجلى هذه الأهمية من خلال الشعار الذي اختير لهذا المعرض وهو ” قطاع الصيد البحري : رهان للتنمية المستدامة”، والذي ينسجم حسب عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري ، مع استراتيجية “هاليوتيس” التي أطلقت سنة 2009 بتعليمات من الملك محمد السادس، والتي تروم تحقيق نقلة نوعية في مجال الصيد البحري المغربي.

وقال أخنوش في كلمة نشرت في الموقع الإلكتروني للمعرض إن الاستدامة والتنافسية والتفوق تشكل المحاور الرئيسية للعمل، مشيرا إلى أن المشاريع الاستراتيجية الـ16 لاستراتيجية مخطط هاليوتيس، تستجيب لمبادئ التنمية المستدامة باعتبارها تجمع في نفس الوقت بين الأبعاد الاقتصادية الناجعة، والاجتماعية المقبولة، والإيكولوجية المسؤولة.

وبالنظر للتطورات الحاصلة على الصعيد العالمي بخصوص قطاع الصيد البحري، فإن معرض هاليوتيس يشكل موعدا للتبادل والتعاون، وفرصة لنقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات.

كما أن النموذج المغربي المتعلق بنشاط الصيد البحري يعتبر اليوم ـ حسب أخنوش ـ نموذجا يحتذى في مجال التعاون بين دول الجنوب، حيث تحضر العديد من الدول الإفريقية في الدورة الرابعة لمعرض “هاليوتيس”، إلى جانب حضور فرنسا كضيف شرف، وهذا ما له أكثر من دلالة، على اعتبار أن فرنسا تعتبر واحدة من بين الدول التي تحتل مكان الصدارة في مجال النشاط المرتبط بالصيد البحري على الصعيد العالمي.

واعتبارا للنجاح الذي حققه المعرض خلال الدورات السابقة ، فإن معرض “هاليوتيس” أصبح يشكل موعدا لافتا للانتباه في المشهد العالمي المتعلق بالصيد البحري، فضلا عن كونه يشكل ملتقى لا محيد عنه بالنسبة للمهنيين والفاعلين في مختلف دول العالم.

وبالنسبة لرئيسة جمعية معرض “هاليوتيس” أمينة الفيكيكي، فإن معرض هذه السنة يتميز بكون تنظيمه يأتي في سياق احتضان المغرب لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22)، والذي شكل فرصة بالنسبة للمغرب للتعريف بمنجزاته، وإعلان التزامه القوي بالسير على نهج التنمية المستدامة.

فما يزيد عن 70 في المائة من مساحة كوكب الأرض تشغلها البحار والمحيطات التي تنتج أزيد من 50 في المائة من الأوكسجين، ومن ثم تبدو أهمية العمل على الحفاظ على المحيطات المنتجة لهذه المادة الحيوية، حيث حرص المغرب خلال مؤتمر (كوب 22) على تقديم مفهوم “الحزام الأزرق ” الذي يروم الدفع في اتجاه جعل قطاع الصيد البحري مجالا يحظى بالأولوية ضمن اقتصاد المحيطات.

وفي هذا السياق اعتبرت الفيكيكي أنه من الطبيعي أن يشكل الصيد البحري وتربية الأحياء المائية جزء لا يتجزأ من هذه الرؤية المندمجة حول التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن هذا التصور لم يعد مجرد امتنان، ولكنه أصبح تطلعا يقتسمه مجموع المسؤولين والفاعلين في القطاع.

للإشارة فإن الإنتاج السنوي من الصيد البحري يصل إلى أزيد من مليون طن، مما يجعل المغرب يحتل الرتبة الأولى على الصعيد الإفريقي، والرتبة 25 على الصعيد العالمي.

ويعد المعرض الدولي “هاليوتيس” الذي يجمع مختلف مهنيي قطاع الصيد البحري وتربية الأحياء المائية وتثمين منتجات البحر، مكونا أساسيا ضمن “استراتيجية هاليوتيس 2020″، حيث سيتيح هذا الموعد الفرصة لمختلف المتدخلين، على مدى 5 أيام ، لعقد لقاءات ثنائية، والاستفادة من مختلف اللقاءات والندوات التي ستسلط الأضواء على قضايا مختلفة تتعلق بالقطاع.

ويتطلع منظمو المعرض الدولي هاليوتيس أن تستقبل الدورة الرابعة 50 ألف زائر، و300 عارض من المغرب ومن مختلف بلدان العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *