آخر ساعة

انطلاق أشغال الدورة الخامسة ل”أسبوع الغابات المتوسطة” بأكادير

انطلقت اليوم ، الاثنين، في أكادير أشغال الدورة الخامسة ل”أسبوع الغابات المتوسطية “، التي تستمر إلى غاية 24 مارس الجاري، والتي تعرف مشاركة نخبة من الخبراء والأخصائيين المعنيين بإعادة تأهيل الغابات والمناطق الطبيعية في منطقة البحر الابيض المتوسط.

وتعرف هذه الدورة، مشاركة حوالي 300 شخص ، ينتسبون لأكثر من 20 دولة ، إضافة إلى بعض المنظمات الدولية ، من ضمنها منظمة الأمم المتحدة للأغذية الزراعة (الفاو)، حيث سينكبون على التداول حول تقييم واقع الغابات في حوض المتوسط ، فضلا عن تبادل الخبرات بين مختلف المتدخلين من أجل تطوير أنماط تدبير الغابات ، والمحافظة عليها في المنطقة المتوسطية.

وأبرز عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر في كلمة له بالمناسبة، أهمية عقد هذا اللقاء المشترك من اجل التعاون الجهوي حول الغابة، معتبرا أن انعقاده في مدينة أكادير يعطي البرهان على الالتزام القوي للمغرب بالقضايا البيئية، وهو ما عكسه احتضان مراكش للدورة 22 لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) في نونبر الماضي.

وبعدما ذكر بضرورة وضع الغابة في قلب الانشغالات الدولية بالقضايا الإيكولوجية والتنموية ، أكد الحافي على ضرورة التعبئة الجماعية والفورية من أجل الحفاظ على الموروث البيئي ، وذلك بالاستناد على المبادرات المتعددة التي تم إطلاقها خلال مؤتمر (كوب 22) ، لاسيما في الشق المتعلق منها بالقارة الأفريقية وبمنطقة الحوض المتوسطي.

ومن جهته ، أشار رئيس لجنة القضايا الحرجية لبلدان البحر الابيض المتوسط ، التابعة لمنظمة “الفاو”  إسماعيل بيلين ، إلى أن الغابات وباقي الفضاءات المشجرة ، التي تشكل جزءا لا يتجزأ من المشهد المتوسطي ، تشكل موردا للطاقة والماء والغذاء والسياحة والعديد من الخدمات وموارد الدخل الأخرى.

وأضاف أنه من الضروري العمل على إعادة تأهيل الغابات والمجالات البيئية ، وذلك كمدخل أساسي لتنفيذ المبادرات المسطرة في إطار اتفاقيات ري ودي جانيرو ، مشيرا إلى أن أسبوع الغابات المتوسطية بأكادير يشكل إطار مناسبا لتعزيز التعاون الجهوي، بين الشمال والجنوب ، وبين دول الجنوب في ما بينها ، وبلورة تصورات فعالة ومتجددة كفيلة بالدفع قدما نحو إعادة تأهيل الغابات والحفاظ على المجال الغابوي.

أما زينب العدوي، والي جهة سوس، فاعتبرت في كلمتها أن انعقاد هذا الملتقى في أكادير من شأنه أن تتمخض عنه حلول مواتية لمختلف القضايا المتعلقة بإعادة تأهيل الغابات ، وذلك ضمن رؤية تدمج بعد التنمية المستدامة ، في ضوء الالتزامات المسطرة في إطار الاتفاقيات الدولية ، والمبادرات المعلن عنها في قمة المناخ (كوب 22) بمراكش.

وذكرت العدوي بأن جهة سوس ماسة تتوفر على موروث غابوي غني بفضل تنوعه ، ونوعية مكوناته ، حيث يمتد المجال الغابوي لهذه الجهة على مساحة تصل الى 1 مليون و 352 ألف هكتار، وتشمل على مجموعة من الاصناف النباتية في مقدمتها شجر الأركان الذي يشغل مساحة أكبر تصل نسبتها 58 في المائة ، والأرز (20 في المائة)، والأكاسيا ( 14 في المائة) ، والبلوط الأخضر 7( في المائة).

وسينكب المشاركون في هذا اللقاء على مناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بإعادة تهيئة الغابات وإشكالية تدهور الأراضي ، وذلك من أجل وضع برنامج للتدابير سيتم اعتماده والمصادقة عليه خلال الاجتماع الرفيع المستوى المقرر انعقاده يوم الجمعة 24 مارس في ختام فعاليات هذا الاسبوع.

ويندرج تنظيم الدورة الخامسة لأسبوع الغابات المتوسطية في أكادير في إطار تنزيل “إعلان مراكش” الذي أكد خلال فعاليات مؤتمر (كوب 22) على ضرورة تعبئة جماعية طموحة وفورية لجميع الجهود ، من خلال العديد من المبادرات التي أطلقت في المؤتمر ، بما في ذلك المبادرة الافريقية المعروفة باسم ” إس 3″ ، والمتعلقة بدعم “الاستدامة والاستقرار والأمن في إفريقيا ” . إلى جانب “المبادرة من أجل الغابات في منطقة البحر الأبيض المتوسط والساحل في سياق التغيرات المناخية “.

للإشارة ، فإن الدورات الأربع السابقة ل”أسبوع الغابات المتوسطية ” سبق لها أن انعقدت في كل من تركيا سنة 2010 ، وفرنسا سنة 2011 ، والجزائر سنة 2013 ، وإسبانيا سنة 2015.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *