مجتمع

أسرة الجندي الشهيد “مبارك عزيزي” بتازارين  تروي لـ”مشاهد”  تفاصيل إعدامه من طرف ميليشيا انتي بالاكا بافريقيا الوسطى

تعيش بلدة تازارين بإقليم زاكورة حالة من الحزن والآسى ،بعد ورود خبر استشهاد الجندي المسمى قيد حياته مبارك عزيزي الذي كان يشتغل جنديا برتبة مساعد أول وقائد الفرقة في تجريدة القوات المسلحة الملكية ببعثة الأمم المتحدة بجمهورية أفريقيا الوسطى .

  وفي اتصال لــ”مشاهد” بإدريس عزيزي شقيق الفقيد،أكد أن أفراد الأسرة يعيشون على وقع الصدمة والفاجعة منذ اخبارهم من طرف المصالح الإجتماعية للقوات المسلحة الملكية بخبر فقدان شقيقه “امبارك عزيزي”في هجوم مسلح على دورية تابعة لتجريدة القوات المسلحة الملكية العاملة ضمن بعثة مينوسكا، تؤمن مهمة خفر وتأمين فريق للهندسة العسكرية من الكمبودج، تعرضت له، عند محور رافاي- بانغاسو على بعد 220 كلم جنوب شرق مدينة بريا.

   بحسرة وأسى شديدين يسرد إدريس للجريدة حالة الصدمة في صفوف الأسرة بعد تلقيهم خبر فقدان ابنهم في أدغال إفريقيا الوسطى،ورغم ذلك تمسكوا بالأمل في حدوث مفاجأة أو انفراج في الأزمة ونجاح مفاوضات بين الميليشيا المسيحية المسلحة التي تطالب بإطلاق سراح أسراها وبعثة الأمم المتحدة، وأضاف ادريس: “كان لنا يقين أن مسؤولي القوات المسلحة الملكية سيبذلون قصارى جهودهم لإسترجاعه بتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة ،غير أن رفض هذه الأخيرة التفاوض مع منظمة إرهابية قضى على كل الآمال في إطلاق سراحه ونفذوا عليه حكم الإعدام بطريقة بشعة.”

    ويضيف إدريس في تصريح للجريدة:”رزئنا في وفاة أخي وهول صدمتنا عظيم،جفوننا لا ترى النوم  منذ تلقينا الخبر الصدمة ،ونطالب بفتح تحقيق في الموضوع ومعرفة كل ملابسات الحادث “.

  وكان الهالك قيد حياته اشتغل أزيد من ثلاثين سنة ممرضا في صفوف القوات المسلحة الملكية بتفان ومثابرة في عمله،اشتغل في ثكنات العديد من المواقع مثل ورزازات،وأمكالا،والرباط،والمستشفى العسكري بمراكش،ثم عاد إلى ورزازات وانتقل إلى أسا الزاك ثم التحق ضمن التجريدة المغربية المكلفة بحفظ السلام ببعثة الأمم المتحدة بجمهورية إفريقيا الوسطى.

    يحكي إدريس أن شقيقه الراحل كان في تواصل دائم مع أفراد أسرته من أدغال جمهورية إفريقيا الوسطى،وكان آخر اتصال يوم الخميس 04ماي الجاري ،أي قبل ثلاثة أيام من استشهاده،وكان يطمئن أسرته حول ظروف عمله ويرسل لهم صوره في الطبيعة الجميلة التي استهوته وأعجب ببساطة السكان المحليين ويبتادل الحديث ومشاعر الحب والأخوة مع الأطفال والشباب والنساء ويظهر في إحدى الصور في عناق مع أحد الشباب في انسجام تام وحب كبير لهم ومتسلحا بمشاعر السلام وقيمه ،يستغرب كيف يخوضون الحروب والله أنعم عليهم بطبيعة خلابة جميلة مثل جنة فوق الأرض، كل زملائه الذين عاشروه يصفونه بالإنسان البسيط الخلوق الهاديء ،اجتماعي بطبعه،قلبه مفعم بالحنان تجاه الآخرين وهاديء في طباعه ،كان يخبر عائلته أنه يشعر بالإرتياح في عمله ولاشيء يدعو للقلق وأنهم يتخذون كافة احتياطاتهم والحذر في كل تنقلاتهم ،و يتمنى أن يرى السلام يعم تلك البقاع غير أنه لم يكن يتوقع أن أعداء السلام يتربصون به .

    ونفذت الميليشيا المسيحية ” انتي بالاكا” هجوما أسفر عن إصابة تسعة جنود مغاربة بجروح حالة أحدهم خطيرة،  واختطافه رفقة ثلاثة جنود كمبوديين و باشرت القوة الأممية المينوسكا عملية البحث عنهم تكللت بالعثور مع الأسف على جثت الجنود الكمبوديين الثلاثة بعد إعدامهم ذبحا والتنكيل بجثتهم بطريقة وحشية ليبقى الجندي المغربي “امبارك عزيزي”لوحده أسيرا بيد الميليشيالكن المفاوضات غير الرسمية مع الميليشيا التي قادها القس النصراني “الأب آلان بليز بيسيالو”، تعثرت بسبب رفض الأمم المتحدة التفاوض مع منظمة إرهابية ،وهو ما قضى على كل الآمال في الوصول إلى اتفاق لمبادلته مقابل أسرى للميليشيا بيد التجريدة المغربية مما أدى إلى الفشل النهائي للمفاوضات و إعدام الجندي المغربي “مبارك عزيزي”و قامت الميليشيا بدفنه لديهم. ثم تمكنت القوات المسلحة الملكية المغربية من استرجاع جثمانه لاحقا.

الهالك ترك ثلاثة أبناء أكبرهم  فتاة تتابع دراستها في الثانية بكالوريا وأصغرهم  طفل يبلغ من العمر ست سنوات ،ومن المرتقب دفنه في مسقط رأسه بجماعة تزارين بإقليم زاكورة.

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *