مجتمع

محمد الجلالي .. صوت ملائكي في سماء تراويح مدينة كلميم

حباه الله بصوت شجي متميز، يجعل المصلي خلفه يتابع آيات القرآن الكريم تنساب على مسامعه وتلج الصدر بلا حواجز، من يصلّي خلفه ليلة يُبتلى بحب الإنصات للقرآن بصوته الندي الذي يجمع بين غنة فريدة وبين حسن الأداء والتطبيق لقواعد التجويد.

يقول سكان كلميم باب الصحراء أن الله أكرم المسجد الأعظم بالمدينة بأن يسر لمن يؤدون صلاة التراويح به أن يستمتعوا بحلاوة رمضان وبصوت ملائكي، ويقول هو أن الإقبال على الصلاة في المسجد الأعظم هو تعبير صادق عن حب أهل كلميم وخاصة شبابها للقرآن الكريم.

إنه محمد الجلالي ذو الثلاثين ربيعا، الذي عهدت إليه المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بإمامة التراويح بالمسجد بأهم وأكبر مسجد بكلميم، بعد أن أمّ الصلاة نفسها بعدد من المساجد الأخرى لمدة ست سنوات كانت كافية له ليصقل موهبته في تجويد القرآن الكريم وتطويرها دراسة وتطبيقا.

محمد الجلالي ابن كلميم حفظ كتاب الله على يد والد الذي يشغل أيضا إمام بأحد مساجد باب الصحراء، ولج التعليم العمومي وحصل على الباكالوريا سنة 2002 ثم تابع بعدها دراسته في شعبة الدراسات الإسلامية بجامعة ابن زهر بأكادير، وحصل بها على شهادة الإجازة سنة 2006ن قبل أن يتخرج من معهد تكوين الأئمة والمرشدين بالرباط في السنة نفسها، ويتم تعيينه مرشدا بمدينته، حتى تمكن من الحصول على دبلوم الماستر في الخطاب الشرعي وقضايا العصر سنة 2012.

مكنته متابعته للدراسة الجامعية والتتلمذ على يد من يعتبرهم شيوخا له، من تثبيت حفظه لكتاب الله، قال  إنه كان يهوى التجويد منذ صغره، فكان يشارك في مسابقات التجويد وحاز جوائز فيها، ومثل مدينته في مسابقة محمد السادس للتجويد وبلغ نهائياتها بالرباط.

يتحدث الشاب محمد الجلالي بتواضع منقطع النظير، وهو يحكي  بداياته الأولى مع التجويد ومع الإمامة، ويُرجع الفضل بعد الله عز وجل إلى أبيه ثم أستاذين أصر على ذكرهما بالاسم واصفا إياهما بالشيخين، وهما الأستاذ عبد الله البخاري ومبارك جميل.

بتقديرات القيمين على المسجد الأعظم يصلي خلف الجلالي أزيد من 3000 مصل يحجون من مختلف أحياء كلميم حتى البعيدة منها، ومن المصلين من يكتفي بما قلّ وأفطر ليسارع ليضمن له مكانا خلف الإمام الشاب، رغم أن فضاءات المسجد تتحول إلى مصلى للرجال والنساء.

لمحمد الجلالي محبين يعملون على تسجيل قراءته وبثها عبر شبكة الأنترنيت، ومنهم من أنشأ له صفحة خاصة على الفيسبوك، أكد الجلالي  أنه لا يقف وراءها ولا يريد شهرة ولا غيرها، وإنما هي من صنيع “محبي القرآن الكريم جزاهم الله خيرا”. الإمام الشاب أوصى في ختام حديثه أبناء جيله بالاهتمام بكتاب الله قراءة وتدبرا وحفظا وتجويدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *