خارج الحدود

الجزائر لم تتمكن من إقناع شركات النفط الأجنبية بالعودة

عام مر على مجزرة إن أميناس في الجزائر، حيث احتجز رهائن وقتلو بطريقة بشعة، لكن الحكومة الجزائرية لم تتمكن بعدُ من اقناع شركات النفط العالمية بعودة الأمن الى المنطقة المحيطة بمنشأة إن أميناس في عمق الصحراء الكبرى.

مر عام على إنتهاء ازمة الرهائن الذين احتجزهم جهاديون يرتبطون بتنظيم القاعدة سيطروا على منشأة إن أميناس لانتاج الغاز في جنوب شرق الجزائر ومقتل 39 اجنبيا خلال العملية التي نفذتها القوات الجزائرية لتحريرهم.

ولكن الحكومة الجزائرية لم تتمكن بعد مرور 12 شهرا على الهجوم من اقناع شركات النفط العالمية بعودة الأمن الى المنطقة المحيطة بمنشأة إن أميناس في عمق الصحراء الكبرى على بعد 1500 كلم من العاصمة الجزائرية قرب الحدود الليبية.

وكان الهجوم على المنشأة الذي اعلنت كتيبة الموقعون بالدم المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عنه ، الأول تتعرض له منشأة غازية في تاريخ الصناعة النفطية الجزائرية الذي يمتد 55 عاما.

وكان بين القتلى اربعة من موظفي شركة بريتش بتروليوم البريطانية وخمسة من موظفي شركة ستات اويل النرويجية.

وتتفاوض الشركتان منذ عام مع الحكومة الجزائرية بشأن اتخاذ تدابير أمنية جديدة في إن أميناس.

ونقلت مجلة الايكونومست عن خبراء أمنيين نرويجيين قولهم ان الاجراءات الأمنية في الموقع ليست مناسبة للصمود أمام هجوم بهذا الحجم أو تأخيره، وانها كانت تراهن على فاعلية الحماية التي يوفرها الجيش.

ولكن المفاوضات دخلت طريقا مسدودا، إذ رفضت الحكومة الجزائرية طلب الشركات الأجنبية السماح لها بتوفير حراساتها الأمنية الخاصة على اساس ان القانون الجزائري لا يجيز ذلك.

وبدلا من ذلك حاولت الحكومة طمأنة الشركات قائلة انها نشرت 20 الف جندي لضبط الحدود مع ليبيا التي يُعتقد ان المهاجمين عبروها لتنفيذ عمليتهم ضد المنشأة.

وتحلق الآن فوق المنشآت النفطية والغازية في الصحراء الجزائرية مروحيات وطائرات بدون طيار.

ورغم سمعة الجزائر في مكافحة الارهاب بفاعلية بعد حرب ضد الجماعات الاسلامية دامت عشر سنوات إبان التسعينات فان مراقبين يشيرون الى ان السلطات الجزائرية لم تقدم تفسيرا شافيا يشرح كيف تمكن الارهابيون من تنفيذ الهجوم على إن أميناس.

فالمنشأة كانت محمية بسياجين أمنيين ودوريات مسلحة وموانع طبيعية بينها مرتفعات شديدة الانحدار على جانبين نها فيما تنبسط امام الجانبين الآخرين ارض صحراوية مكشوفة تتيح رؤية الأفق بوضوح.

وأجرت الجزائر وفرنسا على السواء تحقيقا في الهجوم، ولكن المراقبين يستبعدون ان تكشف الجزائر كل الحقائق عما حدث.

ولهذا السبب ما زالت الشركات العالمية التي تتعامل مع الجزائر غير مقتنعة بأنها قادرة على منع تكرار الهجوم.

في هذه الأثناء يستمر تدهو الوضع الأمني في منطقة الساحل المتاخمة للجزائر.

ومن المقرر ان يُنجز في شباط/فبراير بناء مهبط جديد للطائرات في الموقع يتيح نقل المهندسين والموظفين الأجانب جوا الى منشأة إن أميناس كل يوم من منشأة حاسي مسعود النفطية التي تبعد 735 كلم شمالا على اطراف الصحراء، وقد يمهد هذا لعودة الشركات الأجنبية بحذر في الأشهر المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *