آخر ساعة

بيت الشعر في المغرب يستحضر إرث شاعر العامية الراحل أحمد فؤاد نجم

بحضور زينب أحمد فؤاد نجم ، استحضر بيت الشعر في المغرب، أمس السبت في الدار البيضاء، الإرث الإنساني والأدبي للشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم الذي بصم على مدى أزيد نصف قرن من الزمان مسيرة الشعر العامي في البلاد العربية برمتها.

كما حضر هذه الأمسية المنظمة في إطار المعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته العشرين، (13 -23 فبراير الجاري)، رفيق درب أحمد فؤاد نجم ورفيق محنه على مدى عقود من الزمن الشاعر زين العابدين فؤاد الذي تلا قصيدة أنا الشعب ماشي وعارف طريقي، التي نظمها بالاشتراك مع نجم عام 1975، وكذا قصائد مباشرة.

وأسهب زين العابدين فؤاد في الحديث عن العلاقة التي جمعته بنجم منذ سنة 1964، قبل تعرفه على الشيخ إمام والنحات محمد علي، وعلى شعر فؤاد قاعود عام 1965، مضيفا أن رحيله ليس إلا تغيير عنوان، لأن حضور نجم أضحى الآن أكثر تألقا.

وغنت كريمة الشاعر الراحل، التي قالت إنها ورثت عن والدها شخصيته وحبه للفن والغناء، من أشعاره التي تغنى بها الشيخ إمام عيسى مصر يامة يا بهية ودولا مين دولا مين وكل من تعشق حليوة، مشيرة إلى أن هذه الأغاني الثلاث كانت الأقرب إلى قلبه.

وأكدت زينب أحمد فؤاد نجم، التي حاورها الشاعر حسن نجمي، أنها خسرت وشقيقتاها عفاف ونوارة بوفاة أبيهن الإنسان قبل الوالد، مضيفة أنه كان صديقا لها وللجميع، يتمتع بكاريزما خاصة، وبروح الشباب، وظل طول حياته متفائلا بالمستقبل، محبا للجميع وصبورا وزاهدا وعنيدا.

وفي مداخلة بالمناسبة، أجمل محمد الشافعي، رئيس تحرير مجلة الهلال المصرية، الدروس المستفادة من سيرة نجم في عصاميته النبيلة التي جعلت منه أكاديمية كاملة، ورؤيته الاستشرافية للمستقبل، وشبابية الإبداع وامتلاكه روحا مرنة قادرة على استيعاب وتمثل كل المصريين، وكدا استعصاؤه الدائم على محاولات التدجين والاحتواء.

أما الشاعر المصري حمزة قناوي فأعرب عن انبهاره بالحديث عن شاعر بحجم نجم في بلد بحجم المغرب، وعن لقاء أحمد فؤاد نجم بالفنان الراحل عبد الحليم حافظ في الميتم، ثم لقائه برفيق دربه الطويل الشيخ إمام.

وأضاف قناوي أن نجم كان أيقونة شعرية، قال كلمته كاملة ومضى بعد أن استعاد ميدان التحرير في القاهرة طراوته وضراوته، مذكرا بأنه كان سفيرا للفقراء بتعيين من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، وعاش حياة مترعة بالإبداع الجميل.

أما الشاعر الزجال مراد القادري فتحدث عن علاقته بأحمد فؤاد نجم بدءا من اطلاعه على ديوانه يعيش أهل بلدي في مطلع الثمانينات، وتأثره بعالمه الشعري، ولقاءاته به خلال الزيارتين اللتين قام بهما للمغرب، وكانت آخرهما عام 2009.

ورأى القادري أن نجم، الذي اعتبره الشاعر المصري الراحل صلاح عبد الصبور صخرة من الأهرام منتزعة، نموذج ملهم في الإبداع، انتصر دوما لقضايا الإنسان والعدالة، وصاحب انتماء أصيل للأرض والفقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *