آخر ساعة

السمارة: تخليد الذكرى الـ 38 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية

خلدت أسرة المقاومة ومعها سكان إقليم السمارة، يوم السبت، الذكرى الـ 38 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.

وبهذه المناسبة، أبرز مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، خلال مهرجان خطابي نظم اليوم بمقر عمالة الإقليم، أن إحياء ذكرى جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية، يشكل محطة بارزة في سجل التاريخ الوطني الحافل بالأمجاد والبطولات ومعلمة مضيئة في مسار الكفاح الوطني والنضال المستميت الذي خاض غماره العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي بالتحام وثيق وترابط متين من اجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية .

وأضاف الكثيري، أن إحياء هذه الذكرى العطرة اليوم يتميز بالتعبئة الوطنية الشاملة، مبرزا أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يقف صامدا للدفاع عن حقوقه المشروعة، مجسدا اجماعه التام واستماتته في صيانة وحدته الترابية وتجنده الدائم دفاعا عن صحرائه، وسعيه الى تقوية اواصر الاخاء بالمنطقة خدمة لشعوبها واستشرافا لافاق مستقبلها المنشود، من خلال مبادرته الجريئة بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية في ظل السيادة الوطنية.

واكد الكتيري، ان المغرب سيظل على الدوام مؤمنا بقيم السلام والحوار الجاد والبناء ومستعدا للانخراط في مفاوضات معمقة وجادة، آملا في ان تجد لدى الاطراف الاخرى ارادة سياسية للعمل بحسن نية بهدف التوصل الى حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء، مبرزا ان المغرب الذي ظل يحترم حسن الجوار ويقدر الروابط المشتركة بين الشعوب المغاربية، لن يبقى مكتوف الايدي امام التحرشات التي ظل حكام الجزائر يمارسونها ضد بلادنا بهدف صرف الانظار عن الازمة الخانقة التي تنخر دواليب الجزائر واستشراء مختلف مظاهر الفساد في شرايينها.

وذكر الكتيري أن أبناء إقليم السمارة المجاهد، الذي كان قلعة شامخة لمواجهة الغطرسة الاستعمارية ولا يزال كذلك للذود عن وحدة المغرب الترابية، سجلوا صفحات مجيدة غراء في سجل الملاحم الوطنية وكانوا دائما وأبدا مثالا في المقاومة والروح الوطنية العالية للتصدي لمخططات خصوم الوحدة الوطنية.

واستعرض الكثيري بهذه المناسبة مراحل وأطوار الكفاح الوطني ، الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد، مبرزا انه في اطار العمل على تعريف الناشئة والأجيال الصاعدة بتاريخ المغرب التليد الطافح بالملاحم والبطولات والزاخر بالامجاد والمكرومات، واستقراء جوانبه وفصوله واستلهام قيم وعبر الروح الوطنية وحب الوطن، فقد اولت المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير، عناية خاصة لورش صيانة وتوثيق الذاكرة التاريخية الوطنية، وأغنت الساحة الفكرية والثقافية بمجموعة من الاصدارات والمنشورات اضافة الى احداث شبكة من الفضاءات التربوية والتثقيفية والمتحفية للمقاومة وجيش التحرير بالعديد من ولايات وعمالات واقاليم المملكة.

وأكد على عزم اسرة المقاومة مواصلة تعبئتها الشاملة والوقوف صفا واحدا وراء القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس في مسيرات تنمية المغرب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للارتقاء بالوطن في مدارج الحداثة والتقدم والتنمية الشاملة المستدامة، معبرا عن استعداد المندوبية السامية لتنظيم ندوة فكرية وعلمية بشراكة مع عمالة الاقليم والمجالس المنتخبة ووكالة الجنوب للتعريف بكفاح ابناء الاقاليم الجنوبية في مسيرات التحرير والذود عن حوزة الوطن تحت قيادة العرش العلوي المجيد.

وأبرزت باقي التدخلات أن إحياء ذكرى جلاء أخر جندي أجنبي من الأقاليم الجنوبية للمملكة يعد من شيم الوفاء لأرواح الشهداء الذين سقطوا في ساحات الشرف من اجل الحرية والاستقلال والوحدة ومناسبة للأجيال الصاعدة لاستلهام الدروس والعبر في مسيرات الكفاح وبما تزخر به الذاكرة الوطنية والمحلية من جسيم التضحيات صيانة لمقدسات الوطن ودفاعا عن وحدته الترابية .

وأكدت على ضرورة تلقين تاريخ المقاومة للأجيال الصاعدة من خلال ادراجها ضمن المقررات الدراسية في جميع المستويات والاسلاك بالمؤسسات التعليمية والجامعية، للنهل من تاريخ الاجداد والاقتداء بهم، والاطلاع على ما قدموه من جليل الاعمال خدمة لوحدة الوطن، وتمسكا بالعرش العلوي المجيد.

وتوج هذا اللقاء، الذي حضره عامل الإقليم السيد محمد سالم السبطي ورؤساء المجالس المنتخبة والاعيان وأعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ورؤساء المصالح الخارجية، وممثلي هيئات ومنظمات المجتمع المدني والتنسيقيات الأوروبية لدعم الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وممثلي الجالية المغربية المقيمة بالخارج، بتوزيع إعانات ومساعدات مالية على قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وذوي الحقوق، وتكريم صفوة من رجال المقاومة واعضاء جيش التحرير بالإقليم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *