حوادث

رشيد .. “خليفة الرايس” الذي ودع الدنيا من مقصورة “الطاوس”

اسمه الكامل رشيد اولقايد من مواليد 1990، شاب أعزب ينحدر من منطقة حاحا وبالضبط من الجماعة القروية سبت امكراد دائرة تمنار ويسكن قيد حياته رفقة والديه بحي أزرو التابع اداريا لمدينة ايت ملول. التحق بالبحر كسائر أغلب أبناء قبيلته “حاحا ” لكسب لقمة العيش، ولم يكن يظن أنه سيكون في يوم من الأيام في مقصورة القيادة ليخوض عباب أمواج البحر، بعد أن التحق بمركب الصيد “الطاوس” بمدينة الداخلة بعدما تمت تهييئته وإعادة تأهيله من طرف مالكه الأصلي.

واشغل فيه رشيد خليفةً لـ “الرايس”، هذا “الرايس” الذي ينوب عنه  لم يكن سوى زوج اخته ، وشاءت الأقدار أن يكون صبيحة السبت المنصرم هو من يتولى قيادة المركب في رحلة للصيد التي توقفت مسيرتها بمنطقة غير بعيدة عن الساحل، بحيث اصطدم المركب الذي كان يشرف عليه مع باخرة عملاقة تعود ملكيتها لمستثمر مغربي مع نرويجيين.

شهود كانوا على سطح المركب، أكدوا أن المقصورة التي كان بها رشيد هي التي تعرضت للضربة الموجعة من طرف السفينة الحديدية من نوع “ار اس دوبلفي” وتحمل اسم “ميديوي” ، والتي لم تترك له فرصة الاستغاثة وهوت بكل ثقلها على المركب لتجعله كورقة تنقسم إلى نصفين.

الملمون بالميدان أكدوا أن التصريح بالصيد يسلم للمراكب بداية كل سنة ميلادية وتدوم صلاحيته سنة كاملة ، وبحكم بعض المشاكل بين مينائي العيون والداخلة فقد مدد العمل بترخيص السنة المنصرمة إلى حدود 22 فبراير 2014 كآخر أجل.

وتبقى هذه المعلومات مجرد ما تلوكه ألسنة الصيادين، ولكنها تطرح أكثر من علامة استفهام تقضي بضرورة فتح تحقيق حول الحادث الذي ذهب ضحيته أبرياء كان غرضهم كسب قوت العيش، كما أن الحادث يعيد من جديد الظروف التي تشتغل فيها مراكب الصيد وخاصة الصغيرة وما تحتاجه من مواكبة من طرف الوزارة الوصية، وضرورة تمتيعها بالتجهيزات الضرورية لتفادي مثل هذه الحوادث، وخاصة تجهيز الميناء بغرفة للقيادة تقوم بمراقبة حركية السفن والمراكب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *