خارج الحدود

إيبيزا الإسبانية تثير مطامع مجموعة نفطية

تثير جزيرة إيبيزا الإسبانية ملاذ المشاهير، مطامع مجموعة نفطية تأمل استخراج النفط من مياهها البحرية، غير أن هذا المشروع الذي يلقى استحسان الحكومة يواجه معارضة شديدة من السكان المحليين.

وأكد كارلوس برافو المنسق التقني لاتحاد “مار بلافا” (أي البحر الازرق) الذي يضم مسؤولين من السلطات المحلية والبلديات وشركات السياحة والنقابات والجمعيات الثقافية والبيئية أن “الكل يعارض (هذا المشروع) هنا”.

وهذا الاتحاد “يجمع تحت رايته الهيئات الاجتماعية والاقتصادية جميعها” في إيبيزا والجزيرة المجاورة فورمينتيرا التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالزوارق.

ورسالة الاتحاد واضحة مفادها أن “التنقيب عن النفط لا يتماشى” مع نشاطات أرخبيل البليار الذي يشمل الجزيرتين.

وقد تظاهر أكثر من 10 آلاف شخص من سكان الجزيرة للاحتجاج على هذا المشروع، في تظاهرة جمعت عددا قياسيا من المتظاهرين.

وحظي المتظاهرون بدعم المشاهير الذين يقصدون الجزيرة كل سنة للاستمتاع بمياهها الزرقاء وحياتها الليلية الصاخبة.

فكتبت نجمة تلفزيون الواقع باريس هيلتون على حسابها في “تويتر” الذي يتتبعه 12,6 مليون مستخدم أن “إيبيزا في خطر”.

وتصورت عارضة الأزياء كايت موس مع لافتة كتب عليها “إيبيزا ترفض”.

ويعود هذا المشروع للعام 2010 عندما نالت المجموعة الاسكتلندية “كيرن إنرجي” أربع رخص للتنقيب عن النفط في محيط أرخبيل البليار وسواحل فالنسيا. وقد يبدأ العمل بهذا المشروع في الأشهر المقبلة، في حال حصل على الضوء الأخضر من وزارة البيئة.

وجاء في رسالة صادرة عن الوزارة وجهت إلى وكالة فرانس برس أن “المجموعة لا تزال في المرحلة الأولى من تقييمها لمعرفة إذا كانت ستنقب عن المحروقات” في هذه المنطقة.

وتتعهد المجموعة ب “مزاولة نشاطاتها في وقت تنخفض فيه التداعيات إلى أدنى مستوى … أي على الأرجح خلال فصل الشتاء”.

وستستخدم “كيرن إنرجي” مدافع هوائية مضغوطة يكشف صداها في المياه بعد التحاليل عن وجود المحروقات.

غير أن الموجات الصادرة عن هذه المدافع كل 10 ثوان ليلا ونهارا لمدة 75 يوما “تتمتع بمستويات صوتية عالية أكبر ب 10 إلى 100 ألف مرة من تلك الصادرة عن طائرة نفاثة تلحق أضرارا جسيمة بالأسماك والحيتان والسلاحف واللافقاريات”، على حد قول كارلوس برافو.

وبالإضافة إلى التداعيات البيئية، يخشى معارضو هذا المشروع الذين يذكرون بأن إيبيزا مدرجة في قائمة التراث العالمي للبشرية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تداعيات هذا المشروع على السياحة التي تشكل أكبر مصدر دخل في المنطقة.

وصرح خوسيه رامون باوزا رئيس حكومة البليار التابع لحزب الشعب اليميني الحاكم في إسبانيا أن “نفط البليار هو السياحة”.

وتذكر الحكومة المركزية من جهتها بالواقع الاقتصادي المرير في البلاد. فإسبانيا الرازحة تحت وطأة الأزمة الاقتصادية منذ العام 2008 هي أكثر بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية استيرادا للمحروقات. وهي تستورد 99,9 % من نفطها.

وقد يساهم التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما في استحداث 260 ألف فرصة عمل في خلال 20 عاما، وهو قد يدر 4,3 % من إجمالي الناتج المحلي، بحسب دراسة صادرة عن مجموعة “ديلويت” المتخصصة في القطاع قدرت احتياطي النفط في إسبانيا بملياري برميل.

وذكرت جمعية “إكولوجيستاس إن أكسيون” بأن رخصا للتنقيب عن النفط قد منحت في جميع المناطق الساحلية في إسبانيا، مثل الأندلس وكتالونيا وإستورياس ومنطقة الباسك.

ولا يخفي معارضو هذا المشروع تفاؤلهم، غير أنهم يتخوفون من أن تحذو منطقتهم حذو جزر الكناري حيث أكدت الحكومة أن عمليات التنقيب ستطلق هذا الصيف، بالرغم من المعارضة المحلية للمشروع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *