آراء

هل سيقنع جون كيري الأمريكيين بتناول ثمانية أطعمة في عشاء بالمغرب؟

ما أصعب الحديث اليوم عن شهر أبريل في المغرب، بعدما كان هذا الشهر مرتبط بـ “كذبة أبريل” القائم على المزاح والضحك.

وأصل هذه الكذبة المُنتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم. تقليد أوروبي ‏يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق ‏على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم “ضحية كذبة أبريل”.

وحتى لا نكون ضحية هذا الشهر، مادام أن الحدث ظل مرتبطا بملف الصحراء، ويتم التغاضي عليه بمسيرة الدار البيضاء 6 أبريل ، وزيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ولقائه برئيس الحكومة دون أن يستقبله الملك، وهو الذي أعجب بالمناسبة بمكتب وزير الخارجية المغربي وفُتحة بهوه إلى حد الجنون متوعدا سيادته باتصال متكرر يذكره بهالة تلك “الثقبة” ويعلم الله ماذا تعني نافذة لوزير أكبر دولة في العالم وماذا يقصد بها. ونحن نعلم أن الثقب الذي يهم المغاربة في كل شهر ابريل هي قضية الصحراء أكثر مما يهمهم ثقب الأزون الذي يهدد وجودهم الإنساني.

ونظرا لكون هذا الشهر يرى البعض أن نشأته تعود إلى القرون ‏الوسطى إذ أن شهر أبريل في تلك الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول ‏فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد ‏المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين وهو ما يمكن أن ينطبق على مجانين الدار البيضاء السياسيين منهم و”التشرميليون” الدين ظهروا للعباد غرباء دمويون يتباهون بدلك ودون أن نعرف كيف صنع هؤلاء هذا التنظيم كما صنعه أسلافهم من قبل تحت مسمى أيضا “عبدة الشياطين”.

فلاعجب ادن أن يكون هدا الشهر شهر المجانين السياسيون منهم ، والذين لايعرفون ما ذا يفعلون لحكومة أشبه هي الأخر “بمجانين” ، لايفارقهم جنون فضح الفساد وتوهيم الناس بالإصلاحات لكن لاشئ تحقق.

جنونهم هذا معدي ووصل إلى حد صناعة معارضة هي الأخرى أصيبت بمرض جنون العظمة حبا في ” المفطومة” حيث ألفوا مند الخمسينات القرن الماضي من حلب البقرة دون رقيب ولا حسيب.

والطريف في كذبة أبريل أنها تساوي بين العظماء والصعاليك وبين الأغنياء ‏والفقراء فقد حدث أن كان كارول ملك رومانيا يزور أحد متاحف عاصمة بلاده في أول ‏أبريل فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من ‏فئة كبيرة فلما رآها أمر أحد حراسة بالتقاطها فأومأ الحارس على الأرض يحاول ‏التقاط الورقة المالية الأثرية ولكن عبثا.

وفي سنة أخرى رسم الفنان نفسه على أرض ذلك المتحف صوراً لسجائر مشتعلة وجلس عن ‏كثب يراقب الزائرين وهم يهرعون لالتقاط السجائر قبل أن تشعل نارها في الأرض ‏الخشبية.

وحتى نعطي لهذا الشهر مصداقيته لابد من التذكير بأحداث هامة ترتبط بشهر ابريل بجنوب المغرب والصحراء وهنا يتعلق الأمر بسايس ابريل بسيدي افني، وربما اختر الكناريون نفس التوقيت أسوة بنظرائهم القديسيين الاروبين في العصر الوسيط الأوربي حيث كان ابريل عيد جميع القديسسين على غرار عيد المجانيين ولان قبل الوصول إلى سيدي افني قتل ادوردو سنة 1933 الذي أراد بعض الصحراويين جعله أميرا على المنطقة بمنطقة الكريمة على طول ساحل سيدي افني ، فان قداسة الاسبان واحتفائهم “بسنتا كروزا “أ شبه بقداسة اليهود “لاوشاريم”.

فرغم ضعف اقتصاد المجالين الجغرافيين يبقى البعد الديني أقوى من الاقتصاد فاليهود يعتقدون أن “بأوشاريم” أو القدس، يوجد هيكل سليمان وعلى أنقاضه تأسست المعلمة، بينما يعتقد الاسبان أن “سنتا كروز ذي لامار بيكنيا ” المقصود بها هي افني ، وأنها البلدة التي اخترها الكناريون لتجسيد روح “القديسة كروز”.

ربما تكون إشاعات ابريل مرتبطة بتلك الظرفية وما دام أن الكذب ارتبط بهذا الشهر فانه من جهة يسئ إلى سمعة المرأة بالخصوص حيث يروي الباحث الإنجليزي جون شيمل الذي شغل نفسه بالكذب وبالبحث عن أصوله ودوافعه ‏ومسبباته: يقول «إذا كان الكذب قد أصبح صفة يتميز بها البشر عن سائر المخلوقات ‏‏ويستخدمونه في شتى مرافق الحياة واتصالاتهم العامة أو الخاصة فإن كل الأدلة تثبت ‏أن المرأة أكثر استخداماً للكذب من الرجل”.

ربما لهذا السبب لاحظ آن رئيس الحكومة السيد بن كيران لم يعد يفضل حضور وزيرات على قلتهن في حكومته بجانب وزراء دول أجانب على غرار وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حتى لايكثر القيل والقال ، ولما لا وحكومته تتوفر على مندوبة في وزارة الخارجية محسوبة على أهل الصحراء حيث لاتتردد في عجن الكلام وخبزه وحشوه ولو باللغات التي لايعرفها بن كيران.

شهر ابريل هذه السنة سيظل مرتبط “الثقب ” أو المنظر كما يبدو ، أعجب به وزير الخارجية الامريكي جون كيري ووعد وزير خارجية حكومة بن كيران بتذكيره ، لدرجة لم يقوى على النسيان، وتعمّد أن يَذكره بشئ آخر في افتتاح الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية لما قال “كيف يُمكني أن أقنع الأمريكيين بأنني تناولت ثمانية أنواع من الطعام في وجبة العشاء بالمغرب ؟”.

هل سيصدقه الأمريكيون طبعا في شهر ابريل؟ وهم على علم أن اوباما غالبا مايحضر فى حفل أقامته بالبيت الأبيض لتكريم الأطفال الذين فازوا في مسابقة وصفة صحية كجزء من حملة مكافحة البدانة التى تشنها سيدة أمريكا الأولى ميشيل أوباما.

ومن حق جون كيري آن يستغرب لثمانية أنواع من الطعام ، وهي كافية لإثبات أن حكومة بن كيران تحب المسرفين ، وليس لتكريم وزير مشهور بإمبراطورية الاغدية الشهيرة ، بعدما كان مجريا فقيرا وتغيرت حياته عام 1995 عندما تزوج ثانية من تيريزا هاينز الأرملة التي توفي زوجها عضو مجلس الشيوخ جون هاينز في تحطم طائرة، وترك لها إمبراطورية الأغذية الشهيرة.

وفي مشهد مثير مع جون كيري لاحظ رئيس الحكومة الوزير بجانب مزوار هذا الأخير سبق هو الأخر أن رمم ثقبا من نوع آخر كاد أن يعصف بحكومة الإسلاميين بعد الانسحاب المفبرك لحزب الاستقلال.

فهل ” الثقب” الذي تحدث عنه جون كيري وإعجابه بمنظره ويصوره على شاكلة مكاتب نراه في أفلام الاسكوبار وتجار المخدرات ، آم أن هذا الوصف إلى حد التذكير يعد ” اكدوبة ابريل” مادام أن طلاسيم الأمريكان تحتاج إلى وقت ولخبراء لفك شفراتها، خاصة وان زيارات الأمريكية تقتصر على وزراء دون أن تحضي بوابة إفريقيا بشرف استقبال الرئيس اوباما “الزنجي”.

فهل يقنع جون كيري الرئيس اوباما انه تناول ثمانية أطعمة في مأدبة عشاء بالمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *