متابعات

باشا زاكورة يستعمل القوة لتحفيظ “مقبرة” لإنشاء مشروع سياحي

أقدم باشا مدينة زاكورة يوم 25 من الشهر الجاري على تسخير القوة العمومية لمواجهة المحتجين من ذوي الحقوق التابعين لقبيلة تانسيطة انشاشدة من أجل وضع “الانصاب” bornage للأرض المسماة “احدب سيدي بلقاسم الشيخ ” ببلدية زاكورة لفائدة الشركة الاستثمارية “صحراء إن زاكورة” مطلب تحفيظ عدد22657/28 والبالغ مساحته 65 ألف متر مربع حيث انتهت العملية بوضع الإنصاب وبتقديم المحتجين لتعرضاتهم.

لكن الغريب في الأمر أن هذا العقار هو نفسه مطلب تحفيظ تقدمت به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت عدد 35507/28 والبالغ مساحته حوالي 10 هكتارات (يضم جميع الأراضي التي ترغب شركة صحراء إن زاكورة في تحفيظها)، حيث حددت المحافظة العقارية بورزازات تاريخ 11 يونيو المقبل كيوم لوضع الإنصاب لنفس العقار، على أساس أنه مقبرة تصدق بها الملولي التنسيطي اليحياوي المالك الحقيقي لهذه الأرض وصاحب بلدة تانسيطة التي أصبحت تحمل فيما بعد اسم تانسيطة انشاشدة، وحبس العقار بواسطة رسم عدلي يعود إلى أزيد من قرنين من الزمن وله له قوته الشرعية والقانونية، واعتمادا عليه تقدمت وزارة الأوقاف بطلب التحفيظ، الذي استجابت له المحافظة العقارية بورزازات.

للتذكير فهذه الأرض سبق أن فوتها أعيان قبيلة انشاشدة لفائدة بلدية زاكورة بموجب عقد بيع بين الطرفين مؤرخ في 28 مارس 1988، ثم قامت بلدية زاكورة هي الأخرى ببيعها لصاحب شركة “صحراء إن” بواسطة عقد بيع رقم 2/2006 مؤرخ في 24 اغسطس 2006 لإقامة مشروع سياحي، قبل أن يفجر ورثة الملولي التنسيطي اليحياوي قنبلة من العيار الثقيل ويتقدمون برسم عدلي يثبت أن أرض “سيدي بلقاسم الشيخ” أرض حبسها الملولي لأجل إقامة مقبرة، علما أن هذا الأخير هو من استقدم قبيلة انشاشدة من موطنها الأصلي بـ “واد لمحاصر” ضواحي فم زكيد إبان الصراعات القبلية بوادي درعة، وذلك بهدف حمايته من هجومات قبائل الروحا مقابل منح انشاشدة ربع أراضيه ببلدته تانسيطة وذلك تبعا لاتفاقية مبرمة بين الطرفين، فهل باشا المدينة يجهل أو يتجاهل هذه الحقائق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *