متابعات

ولاية بوتفليقة الرابعة .. قفزة في المجهول

يعيش الجزائريون حالة قلق حول مستقبل بلادهم بعدما شاهدوه من مظاهر كاذبة في مراسم اداء اليمين الدستورية للرئيس عبد العزير بوتفليقة، لم تستطع اخفاء الضعف البدني الكبير لرئيس الدولة، الذي ظهر على كرسي متحرك متحدثا بصوت خافت.

فقد عبرت بعض الصحف الجزائرية عن قلقها من المستقبل في السنوات الخمس القادمة، وعنونت صحيفة الوطن في صفحتها الاولى قفزة في المجهول لتؤكد ان المظاهر الكاذبة في مراسم اداء اليمين الدستورية لم تستطع اخفاء الضعف البدني الكبير لرئيس الدولة.

وقالت الصحيفة يمكن للنظام ان يطمئن بان كل شيء على ما يرام لكن النقاش الطبي (حول الوضع الصحي للرئيس) سيتستمر بتشعباته السياسية.

الوطن كتبت في افتتاحيتها ان بوتفليقة فشل في الامتحان الشفهي وهو غير قادر على الحركة بسبب المرض واضطر لبذل مجهود كبير لاجتياز هذا الامتحان الكبير والمرهق، مشيرة الى ان الجزائريين الذين تابعوا على شاشة التلفزيون تلك اللحظات الماساوية، تالموا من اجل الجزائر وهم يشاهدون صورا غير مطمئنة حول الحالة الصحية لرئيسهم الذي سيحكم البلاد خلال السنوات الخمس المقبلة.

عجز صاحب العرس

كما عنونت صحيفة الخبر بالقول :خطاب لم يكتمل لرئيس تخطى امتحان قراءة 94 كلمة بصعوبة وهي ملاحظة اشتركت فيها العديد من الصحف.

واضافت الصحيفة ان المشهد انتهى بعجز صاحب العرس عن قراءة خطاب قدمه موالون للرئيس للصحافة قبل انطلاق الحفل على انه الدليل بان بوتفليقة يحكم بعقله وليس برجليه، فكان الدليل القاطع على ان الرئيس غير قادر على اداء مهامه.

وتحدثت صحيفة ليبرتي عن مراسم سريعة مشيرة الى ان بوتفليقة لم يقرأ سوى مقدمة خطابه (المتكون من 12 صفحة) وانه خلط بين الاستفتاء والاقتراع. من جانبها اعتبرت صحيفة لوكوتيديان دوران ان حفل تادية اليمين اعادنا مرة اخرى الى السؤال المقلق حول قدرة الرئيس على القيام فعلا بمهامه.

وفي رده على سؤال لوكالة فرنس برس صرح المحلل السياسي رشيد غريم انه شاهد رئيسا يعاني فعليا، وقال لقد نجح في اداء ما هو اجباري دستوريا لكنه لم يخرج (من هذا الامتحان) كبيرا.

المعارضة: لتطبيق المادة 88 من الدستور

المعارضة الجزائرية حملت من جهتها على وضع بوتفليقة، وراسلت المجلس الدستوري تطالبه باقرار عدم قدرته على اداء مهامه. وقالت القيادية في حركة بركات اميرة بوراوي بعثنا الرسالة عبر البريد لعدم تمكننا من وضعها مباشرة في مقر المجلس الدستوري للمطالبة بتطبيق المادة 88 من الدستور.

وجاء في الرسالة : ان حركة بركات تراسلكم بصفتكم رئيسا للهيئة المخولة قانونا السهرعلى تطبيق القوانين ومطابقتها مع احكام الدستور وتدعوكم الى تطبيق المادة 88 من الدستور، والتي تنص على حالة اثبات عدم قدرة رئيس الجمهورية على ممارسة مهامه بسبب المرض الخطير والمزمن.

واوضحت الرسالة ان طلبها مبرر بالوضعية التي شهدها الشعب الجزائري والعالم للرئيس أثناء أدائه اليمين الدستورية (الاثنين) حيث لم يتمكن من قراءة الخطاب كاملا، وهو الدليل القاطع ان الرئيس غير قادر على اداء مهامه.

وقبل عام اصيب بوتفليقة (77سنة) بجلطة دماغية اقعدته في مستشفى فال دو غراس العسكري بباريس قرابة ثلاثة اشهر. والظاهر ان اثار الاصابة مازالت قائمة، بالرغم من تطمينات انصار بوتفليقة وعلى راسهم رئيس الوزراء عبد المالك سلال الذي اكد ان صحة الرئيس تتحسن من يوم الى اخر بينما اكد وزير الصناعة عمارة بن يونس ان الرئيس يتمتع بكامل قدراته الفكرية.

وقد أدى بوتفليقة الذي اعيد انتخابه لولاية رابعة بنسبة 81% من الاصوات، في انتخابات 17 ابريل والتي اعتبرها معارضوه مزورة، ادى اليمين الدستورية امس الاثنين، مكررا القسم وراء رئيس المحكمة العليا سليمان بودي بصوت خافت لا يكاد يسمع وهو جالس على كرسي متحرك ويده اليمنى على القرآن الكريم، ثم قرأ خطابا مقتضبا مع صعوبة في النطق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *