أطاحت شرطة العاصمة السعودية الرياض بمصوري المقطع المتداول عبر الشبكات الاجتماعية، والذي ظهر من خلاله مواطن سعودي يتظاهر بنحر ابنه وتقديم دمه للضيوف لغسيل أيديهم إمعاناً في إكرامهم.
وقد حذرت شرطة الرياض من هذه التصرفات العبثية والمقاطع غير الجيدة التي تعكس صورة سيئة عن المجتمع السعودي.
ويعتبر هذا المقطع الرابع أو الخامس من المقاطع التي أظهرت “البطر بالنعمة”، والتي ساهمت بموجة غضب واستياء داخل المجتمع السعودي، حيث سبق هذا المقطع مقاطع أخرى ظهر خلالها من يغسل أيدي ضيوف بدهن العود، وكذلك من يرمي كيس القهوة أمام الضيف، وكذلك من يرمي السمن على أيدي الضيوف أثناء الأكل.
سنّ قانون للعقاب والردع
المستشار القانوني مشعل بن بادي الرشدان في تصريحات خاصة لـ”هافينغتون بوست عربي” طالب بسنّ قانون مشدد يجرّم مثل هذه المقاطع التي عكست صورة سيئة عن المجتمع السعودي.
وأوضح أن “ما نشاهده عبر مقاطع الفيديو من تجاوزات فردية لدى أصحابها ضعف في ثقافة الكرم، ولا شك أن غسل أيادي الضيوف بدهن العود ورمي كيس القهوة ووضع السمن على أيديهم هذا نوع من أنواع الرياء، لهذا يجب إصدار أنظمة مستمدة من الشريعة الإسلامية تمنع تفشي هذه الظاهرة”.
ضرب يد السفهاء بقوة
إلى ذلك يقول إمام جامع الأمير سلطان بن عبدالعزيز بالرياض لـ”هافينغتون بوست عربي” إنه “لا شك أن ما حدث من بعض الناس من استخدام النعم في غير مكانها للمباهاة يعد من كفر النعمة، أي عدم شكرها وجحودها”.
وأضاف أن “من يشكر فإنما يبتغي الخير لنفسه، ومن كفر بالنعم فإن الله غير محتاج إليه”.
وطالب الشيخ السهيمي ولاة الأمر في السعودية بالضرب على أيدي الذين يتباهون بتعاليهم على نعم الله، ويكون ذلك بحزم وقوة حتى لا يكون للسكوت على هؤلاء السفهاء عقوبة على الأمة.
نقص خفي وثقة مجردة
وتختتم أخصائية علم النفس خلود الكثيري بالقول إن “التغالي في محاولة الظهور للآخرين بصورة تفوق ما هو متوقع، ما هو إلا حالة نقص لا تعوّضها مظاهر تفوق بتفاصيلها وتكاليفها ذلك الشعور الذي لا يشبعه شيء”.
وأضافت لـ”هافينغتون بوست عربي” أن “هؤلاء المتعالين في حقيقتهم يشعرون بضعف ونقص خفي، وتلك الأفعال تجرّدهم من تلك الثقة التي يتميز بها البسطاء الذين يستمدون ثقتهم من دواخلهم”.