آراء

صانع الأرق

1- بعين أخرى

أرى بعين أخرى.

لا أبالي بهاتين العينينِ

هناك ما هو أكثر عمقا من كل هذا الهراءْ.

بعيني الأخرى

أرى

هذا النسيج المتشابكَ،

المليء بالفرحْ

المغلقَ على الألمْ

أرى أنهُ لا يزالُ طفلاً

ينضجُ كموزة في غير أوانها،

أراه بالعين الأخرى،

يستعيدُ ظلالا بعيدةً

شرفاتٍ لشموسٍ غائمةٍ

وشلالا كاملا من الأحلامْ.

أرى بالعين الأخرى

أرى الأيامَ تجمع متاعها

وتبحثُ عن مضجع هادئ

لهذا النسيجَ المتشابك،

لي، في حديث آخر.

2- شلال من الورد

ليس هناك أقسى من هذا.

أرخبيل كاملً منَ الانتظار،

وحينَ يشرق القمرَ

أغيبْ.

أرى

ولا أرى،

هذا الجدارُ يشد انتباه العابرينَ

بينما أنتشرُ في كل اتجاهٍ:

خلف هذه المساحة الرخوة

والمسافات المفترضة،

أنهارُ من الحنينِ،

شلال من الورد المنسي

وطفلْ.

3- صانع الأرق

لا أعرف شيئا عنك.

الهواءُ في رئة الآلة ليس ملوثا كما في الشارعِ

ثمة أكياس هوائية إضافيةٌ

ثمة حراس مفترضونَ

وجوه متعددة لوجه واحدٍ

متآلفةٌ،

ثمةَ ما نسميهِ لبساً في العادةِ،

في هذا النسق غير المنطقيِّ

لا أعرف شيئا عنك أيتها الكائناتُ الرخوةُ

لا أعرفُ ما الذي خلف الصفحة

وما الذي يوحي به عالم هاربٌ إلى الأمامْ.

في انتظار ذلكَ،

أمام الشاشة المشوشة لخيال مزعوم

لا تزال أصابعي تزرع حبات الأرق !

4- خطى مسروقة

يشغلني وجه غامضٌ.

أداري الحيرةَ وأتقدمُ.

الأشجار على الطريقٍ مجرد أشباحٍ،

وخطاي المتزنةٌ… مسروقةٌ.

ها هو الوجه ٌ العائدُ من خلف الزمنِ،

ها هو يطلّ من غيمةٍ تشبه الحلمَ قليلاً،

وأنا، بالمقابلِ، شاردٌ في المعنى

هاربٌ من سفه الفكرة العالقة في القلبْ:

عندما يتعلق الأمرُ يالحنينِ

ثمة أقدام تترنح إلى الخلفِ. بعثٌ قبل القيامةِ !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *