مجتمع

القبلية وانتفاضات الشباب وحمل السلاح والعطش .. مواضيع الساعة بمخيمات تندوف

هواجس متعددة تشغل بال ساكنة مخيمات تندوف، هذه الهواجس تتوزع مابين تدبير الحياة اليومية الصعبة وانتشار عدد من الظواهر السلبية والآفات الاجتماعية من قبيل استفحال ترويج المخدرات وإنتاج الكحول ومابين استشراء آفات اجتماعية تنعكس بالتفكك على حياة الأسر الصحراوية، وتطال هذه الهواجس كذلك الامتعاض الكبير لساكنة تندوف من استمرار قيادة البوليساريو المتنفذة في الترويج لشعارات وخطابات أثبتت الأيام بطلانها كوهم حمل السلاح ضد المغرب، لكن تبقى الانتفاضات المتكررة للشباب بالمخيمات هي مايثير اهتمام الجميع، لأنها انتفاضات غير مسبوقة على مستوى الوتيرة والزخم وانخراط الشباب فيها.

تفشي داء القبلية

تتحدث مصادر مشاهد.أنفو عن ظاهرة خطيرة تئن تحت وطأتها فئات عريضة من صحراويي المخيمات، ويتعلق الأمر بتفشي داء القبلية، حيث أدى التعصب القبلي إلى تشجيع اللاعقاب واستشراء المحسوبية والزبونية، وأضافت ذات المصادر أن الظاهرة أصبح يعيشها بحدة ما يسمى ببرلمان البوليساريو فقد وصف عدد من الصحراويين الأمر ب”تغلغل بعبع القبلية داخل جهاز البرلمان” مؤكدين أن الاصطفاف القبلي الذي تحالف مع لوبيات الفساد داخل الجهاز المذكور قد أجهز على سبيل المثال على مقترح إنشاء لجنة للتحقيق في تلك الفضيحة التي دفع ثمنها المواطنين عطشا في فصل الصيف الماضي، وذلك للتستر على قلة قليلة من المتورطين المقربين من القيادة المتنفذة، مضيفين أن ما يسمى بالكتل البرلمانية تحولت إلى كتل قبلية تحركها حمية العصبية لحماية أقارب قيادة البوليساريو من المساءلة.

كما أن فضيحة الاختلاس الأخيرة التي تورط فيها عدد من الموظفين والعسكريين المقربين من الرئيس محمد عبدالعزيز ومن زوجته السيدة الأولى بالرابوني أبانت أن داء القبلية يتجاوز أي منطق آخر، وقال المتحدثون إن مايسمى بالبرلمان قد تحول إلى حلبة صراع بين كتل قبلية متصارعة، انتصارا للمنطق القبلي القائل‫:‬ ‫”‬أنا ولد عمي على البراني”‫.‬

‪انتفاضات الشباب

أفسحت الانتفاضات المتكررة لشباب التغيير بمخيمات الحمادة المجال لفئات عريضة من الصحراويين المهمشين والمغلوبين على أمرهم لرفع سقف الاحتجاجات عاليا بلغت تداعياته حد التدخل الأمني والعسكري لقيادة البوليساريو مساندة بدعم عسكري من الجزائر، ويقول الصحراويون بالمخيمات إن هذه الانتفاضات لها مايبررها، مثل استشراء ظاهرة القبلية الضيقة، وتفشي الفساد داخل أوساط القيادة، وانتشار كل المظاهر السلبية الاجتماعية التي تتهدد الأسر، هذا بالإضافة إلى غلبة منطق المتاجرة بمعاناة ساكنة مخيمات تندوف، ويضيف المتحدثون أن الأمر يتعلق باحتقان اجتماعي وسياسي غير مسبوق، وأن توالي ارتفاع صرخات الاستغاثة ، هو الذي غذى بوادر الحركات التمردية التي يقودها شباب التغيير بالمخيمات.

وهم حمل السلاح

على إثر القرار الأممي الأخير بخصوص قضية الصحراء، حيث رفض مجلس الأمن توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مجال حقوق الإنسان، مما شكل حينها انتكاسة كبيرة منيت بها قيادة البوليساريو ومعها حكام الجزائز، أصدرت بعض قيادات البوليساريو التي تعيش في بحبوحة الإقامات بالعواصم العالمية تصريحات من الصالونات المخملية، في إطار نهج سياسة التعتيم وذر الرماد في العيون، لبعض وسائل الإعلام بالتهديد بحمل السلاح، مما اعتبره المحللون مؤشرا عن الحالة النفسية المهزوزة لقيادة الرابوني، وأضافوا أن هذه الوضعية تبين أن القيادة المذكورة أصبحت محاصرة داخليا وخارجيا، كما أن تهم الفساد والزبونية والاتجار بمآسي لاجئي مخيمات تندوف أصبحت تطوقهم من كل جانب، وهذا ما دفع بأحد المتتبعين الأجانب إلى القول بأن شعار حمل السلاح لا يعدو أن يكون كما هي العادة إلا محاولة للهروب إلى الأمام وربح بعض الوقت.

عطش يلوح في الأفق .. وغياب أدنى الخدمات الاجتماعية والمعيشية

تتداول ساكنة مخيمات تندوف بنوع من القلق خبر قلة مياه الشرب في أفق فصل الصيف الوشيك، مضيفين أن قيادة البوليساريو لم تولي الأهمية المطلوبة للموضوع، بالرغم من تضرر العديد من العائلات، والشكاوى الكثيرة التي رفعها السكان لتفادي العطش.

وفي نفس السياق، يعاني سكان المخيمات المتواجدين في الأطراف بشكل مضاعف من هذه الظاهرة، حيث أصبحت صهاريج المياه تغيب عنهم لمدة تتجاوز الشهر ما يعرضهم للعطش الشديد، مبرزين أن صهاريج الماء لا تاتي إلا بعد أكثرمن شهر بعد آخر تزود بالمياه، مضيفين بأن المشكل لم يعد يطاق في ظل تمادي قيادة البوليساريو في اللامبالاة والتقاعس عن إيجاد حلول لنفس المشكل الذي تعيشه المخيمات كل صيف، معلنين أن فصل الصيف هذه السنة قد يسبب أزمة عطش غير مسبوقة، وذلك بسبب عدم تحرك قيادة البوليساريو لإيجاد أي حل لهذا المشكل الذي يؤرق الساكنة، حيث تركت القيادة المذكورة الصحراويين بمخيمات تندوف لوحدهم يتدبرون أمورهم بوسائلهم الخاصة المحدودة أصلا في مواجة آفة العطش قصد صرف نظرهم و لو الي حين عن القضا يا الا خرى المصيرية وكذا من اجل التيل ولي الدراع اثر الانتفاضات التي باتت شبه يومية يؤججها عدم قبول عيشة الذل والحكرة والطموح الى حياة كريمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *