مجتمع

هكذا يتم ذبح المسلمين بإفريقيا الوسطى وعرضهم للبيع بالأسواق

تشهد إفريقيا الوسطى حرب إبادة غير معلنة منذ انتخاب أول رئيس من الأقلية الإسلامية (تحالف السيليكا) حاكما للبلاد ذات الأغلبية المسحية، إذ تواترت الأخبار عن وقوع فظائع منذ بداية المرحلة الانتقالية بحق المسيحيين والإحيائيين بعدما انضمت مجموعات لا تهتم إلا بغير السلب والنهب والاغتصاب والاعتماد على السلاح المهرب من ليبيا هذه الوضعية تسببت في ظهور جماعات المناهضين للسواطير (انتي – بالاكا) مكونة من مسيحيين تشكلت بعد استيلاء السيليكا على الحكم.

في هذا اللقاء الحصري لـ “مشاهد” أكد الحسين بوفولوس عضو الهيئة الدانمركية للاجئين، أن الفظائع المرتكبة في حق المسلمين تفوق كل التصورات، إذ أن المتشددين المسيحيين يعتبرون صيد المسلمين وسط أدغال إفريقيا أمرا في بالغ الأهمية لرد الاعتبار على ما يصفونه بإبادة المتشددين المسلمين لذويهم وعائلاتهم، حيث ما إن يلقى القبض على مسلم إلا و يتم قتله بواسطة السواطير أمام المواطنين وعرض جثته للبيع في الأسواق أو حرقها وسط براميل أعدت لذلك.

وأضاف بوفولوس أن الحكومة المحلية على علم بما يتعرض له المسلمون من إبادة وحرق وأبلغت من طرف المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق التوتر، إلا أنها ترفض التدخل مما يثير قلق المسلمين والمنظمات الدولية من خطر استمرار الإبادة، خاصة أمام ضعف التدخل للقوات الفرنسية التي أضحت عاجزة عن التحكم في الوضع رغم شروعها في جمع سلاح المتمردين، إلا أن الانفلات ألامني والاعتماد على السواطير في ملاحقة المسلمين عقد الوضع العام بمناطق عدة في إفريقيا الوسطى، كما أن عدم إبداء الاتحاد الأوروبي حماسا في دعم 1500 جندي فرنسي من شانه أن يزيد في تصفية أعداد كبيرة من المسلمين، خاصة المسننين منهم والأطفال.

وفي سياق متصل استغرب بوفولوس من صمت العالم الإسلامي والعربي مما يحدث يوميا للمسلمين، إذ يقتصر دوره حاليا في إرسال بعض الدول كالسعودية ونيجيريا لبعض المساعدات الطبية والغذائية للمحاصرين في تجمعات صغيرة المساحة لا تتوفر على الشروط والبنيات التحتية، كما يغيب صوت العالم الإسلامي والعربي في مراكز القرار والمسؤولية في هذا البلد مما يشجع معه المتشددين المسيحيين على ارتكاب مزيد من الفظائع والجرائم، علما أن الأمين العام للمتحدة “بان كيمون” زار في وقت سابق مناطق التوتر إلا أن صمت المجتمع الدولي يثير الشكوك، خاصة وأن استياء عارما وتنديدا دوليا سجل مباشرة بعد أحداث كنيسة “فاطمة” بعد اقتحامها من طرف المتشددين الإسلاميين.

وعن دور المنظمات الإنسانية أوضح بوفولوس، أنه يقتصر فقط في إيصال المساعدات والمعونات الغذائية لشعب إفريقيا الوسطى دون تمييز أو محاباة لطرف على حساب آخر، إذ أن المغامرة وخطورة الوضع العام تقتضي العمل بحذر مع جميع الأطراف وإبلاغ السلطات المسؤولة ببعض التجاوزات وأماكن تزايد حدة التوتر، علما أن القوات الفرنسية تقوم بدوريات يومية لمراقبة الوضع عن كثب إلا أن عدم توفرها على معطيات استخباراتية قبلية ودقيقية عن الوضع العام من شانه أن يؤجل إيجاد أرضية للحوار.

يذكر أن الستار الطائفي يستخدم للتغطية على المشكلة الحقيقية، فإفريقيا الوسطى بلد غني بالماس واليورانيوم بشكل رئيسي. وقد سجل الاستثمار الفرنسي فيها انحساراً واضحاً خلال الأعوام الماضية تحت ضغط الشركات الصينية والجنوب إفريقية. لذا، تعمل فرنسا بكل السبل من أجل استعادة نفوذها في هذا البلد. وبحكم كونها المستعمر السابق، حصلت على تفويض بالتدخل العسكري لدعم القوات الإفريقية الموجودة في البلاد منذ العام 2008 بهدف إعادة الأمن والاستقرار وتهيئة الأجواء للعودة إلى الحياة الدستورية، وذلك بموجب قرار صدر عن مجلس الأمن بتاريخ 25 نونبر الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *