خارج الحدود

لغز كبير يحيط باكتشاف فوهة عملاقة في روسيا

يثير اكتشاف فوهة واسعة في منطقة نائية في سيبيريا يطلق عليها السكان المحليون اسم “حدود العالم”، اهتماما كبيرا في روسيا حيث تم ارسال مجموعة من العلماء للتحقيق في الموضوع.

وسلطت الاضواء للمرة الاولى على الفوهة العملاقة في منطقة يامالو نينيتسكي النائية الغنية بموارد الطاقة بعد نشر تسجيل مصور على موقع “يوتيوب” تمت مشاهدته حتى اليوم اكثر من تسعة ملايين مرة بعد ثلاثة اسابيع على تحميله.

وجاء في الوصف المرافق للفيديو الذي نشره شخص يطلق على نفسه اسم بولكا ان “الفوهة لها حجم هائل — بالامكان ان تهبط داخلها عدة مروحيات +ام اي 8+ من دون الخشية من الاصطدام بأي شيء”.

وتقع الفوهة في التربة الصقيعية على بعد حوالى 30 كلم من حقل ضخم للغاز شمال مدينة ساليخارد عاصمة الاقليم التي تبعد حوالى 2000 كلم شمال شرق موسكو.

وقد ادى اكتشاف هذه الفوهة الكبيرة الى انتشار العديد من التكهنات التي تحدثت عن اسباب خارقة قد تكون وراء الموضوع، حتى ان البعض ذهبوا الى حد تحميل مخلوقات فضائية المسؤولية عن نشوء هذه الفجوة الضخمة.

اما النظريات الاولية التي نسبت ظهور هذه الفجوة الضخمة الى اصطدام نيزك بالارض فقد نفاها العلماء.

وقال فاسيلي بوغويافلينسكي نائب رئيس معهد الابحاث بشأن النفط والغاز في الاكاديمية الروسية للعلوم في تصريحات اوردتها وكالة انترفاكس الاخبارية ان الفوهة نشأت على الارجح جراء ذوبان الطبقة الدنيا من الجليد في التربة الصقيعية ما ادى الى انبعاث الغاز الذي تسبب بضغط مرتفع واكمل طريقه صعودا في اتجاه السطح.

واشار بوغويافلينسكي الى “حصول انفجار في وقت ما من دون تسجيل اي اشتعال للنيران”.

وفي محاولة لفك هذا اللغز، ارسل الحاكم المحلي ديمتري كوبيلكين مجموعة من العلماء الى المنطقة التي تقع فيها الفوهة في شبه جزيرة يامال التي يعني اسمها “حدود العالم”، بحسب تقارير لوكالة انترفاكس.

وكانت مارينا ليبمان رئيسة قسم البحوث في معهد “ايرث كرايوسفير” الروسي الذي يدرس التربة الصقيعية، جزءا من الفريق الذي تم ارساله الى المنطقة.

واشارت ليبمان في بيان صادر عن السلطات المحلية الى ان “بحثا معمقا اظهر عدم وجود اي اثر للبشر او للالة” في الفوهة.

كما لفتت الى ان الفوهة ليست ناجمة عن اصطدام نيزكي بسبب عدم وجود اي اثار حريق في محيط الفجوة.

وقالت ليبمان “لقد حصل ذلك على الارجح عند تصاعد الضغط الى تجويف يحوي كميات من غاز الميثان”.

لكنها اكدت ان “الموضوع لا يزال مجرد فرضية، الاقل تناقضا من بين الفرضيات كافة. لا يوجد دليل قاطع”.

كذلك اشار اندري بليخانوف كبير الباحثين في مركز البحوث العلمية القطبية الى ان قطر الفوهة يبلغ حوالى 40 مترا من الداخل و60 مترا في الخارج.

وقال “لقياس العمق بدقة، ثمة حاجة الى اختصاصيين مع معدات متقدمة لتسلق الجبال”.

واضاف بليخانوف “ثمة خطر قاتل في الاقتراب من المكان لان جوانب الركام المحيطة به تتسرب اليه باستمرار”.

وقد قاس العلماء مستويات الغازات المشعة في المكان ولم يعثروا على اي اشعاعات خطرة.

وتوفر منطقة يامالو نينيتسكي اكثر من 80 في المئة من الغاز الطبيعي الذي تنتجه روسيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *