مجتمع

15 يوما عن كارثة تارودانت .. لامبالاة المسؤولين وبطء عملية الإنقاذ

في زيارة لمنطقة تمارووت المتواجدة بجماعة تافراوتن بتارودانت، وأكثر المناطق تضررا جراء السيول الجارفة والأمطار الرعدية التي عاشتها جبال الأطلس الكبير يوم الثلاثاء 19 غشت 2104، تظهر الدواوير العشر المشكلة لقبيلة تمارووت كأنها خرجت لتوها من حرب.

وفي حديث لـ “مشاهد.أنفو” يقول أكرم وهو أحد سكان دوار أوفور بمنطقة تمارووت، عن بداية الكارثة غن “العاصفة الرعدية تسببت في ملء كلي للوادي ما نتج عنه سيول جارفة مرت بالمنطقة مابين الساعة 4 والنصف زوالا إلى الخامسة والنصف من يوم الفاجعة، ما أدى إلى تسجيل حالتي وفاة، وإقتلاع الأشجار المثمرة كالكركاع واللوز والخروب وإتلاف القنطرة الرئيسية بمنطقة تمارووت”.

وأضاف المتحدث أن “سكان المنطقة عاشوا رعبا كبيرا ليلة الفاجعة، خاصة وأن السيول أدت إلى إغلاق مجموعة من عيون المياه التي تعد المورد الرئيسي للماء الشروب بالمنطقة، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل كلي عن دواوير تمارووت”.

وبحرقة يضيف أكرم أن “جتث الهالكين إمرأة ورجل لم يتم إنتشالها إلا بعد مرور يومين من الفاجعة، إذ تم إيجاد جثة المرأة، دون أطرافها السفلى، على مستوى قنطرة دوار تنفاشت التابع ترابيا لجماعة حد ايمولاس، على بعد 5 كلمترات من الدوار الذي تقطن به السيدة المتوفاة التي تركت ورائها 5 أطفال، أما الجثة الثانية فتم انتشالها من تحت أنقاض قنطرة تمارووت”.

حكايات متعددة عن الفاجعة تصور حجم السيول التي عرفتها دواوير جماعة تافراوتن المتواجدة على علو 1500 متر عن سطح البحر.

ومن مظاهر الكارثة التي تظهر للعيان سيول جارفة غمرت مركزية مجموعة مدارس تمارووت، إذ أسفرت عن تدمير تام لجزء من المدرسة الإبتدائية المتواجدة بقرب قنطرة تمارووت التي تم إقتلاعها.

ومن جهة أخرى انتقد سكان هذه المنطقة التعاطي السلبي للمسؤولين المحليين من سلطة ومنتخبين مع هول الكارثة، إذ لم يتم تفقد حالة سكان المنطقة إلا بعد مرور يومين عن الفاجعة. وقد تدرع المسؤولين عن التدخل إلى انهيار قنطرة إمي ورخان التي تربط بين تمارووت باقي مناطق إقليم تارودانت.

وعلى مسافة 39 كليمتر التي تفصل بين تارودانت ومنطقة تمارووت أكثر المناطق تضررا يظهر للمتتبع غياب أشغال وآليات لفك العزلة عن هذه المناطق.

والمثير أن عامل إقليم تارودانت زار المنطقة يومين بعد الحادث ولم يعط أوامره لفك العزلة عن المنطقة من خلال تنقية الطرق وإعادة الممرات جراء انهيار لبعض القناطر، وأن عامل تارودانت خاطب سكان المنطقة بخطاب ديني معتمدا على جدلية القضاء والقدر، دون يعطي أوامره لفك العزلة التي جعلت منطقة تمارووت منطقة منكوبة بفعل الطبيعة وافتقاد لأي مبادرة تخرجها من هول الفاجعة وتعيدها إلى حالة ماقبل 19 غشت 2014 على الأقل.

هذا التهاون واللامبالاة التي تعامل بها المسؤولون بتارودانت مع الكارثة يظهر بالملموس من خلال توفير آلية وحيدة بمدخل دوار أوفور لتهيئة ممر بين الدواوير بعد إنهيار قنطرة تمارووت وجرف الأتربة والسيول التي غمرت مجموعة مدارس تمارووت، إلا أن هذه الآلية أصبحت خارج الخدمة لمدة يومين (1و 2 شتنبر 2104) بفعل نفاذ مادة الكازوال منها.

منطقة أوفور بتارودانت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *