آخر ساعة

مهرجان الأندلسيات الأطلسية يكرم المدرسة الصويرية للموسيقى الأندلسية

تحتضن مدينة الصويرة الدورة 11 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية، من 30 أكتوبر الجاري إلى 2 نونبر المقبل، التي ستتميز هذه السنة بتكريم المدرسة الصويرية للموسيقى الأندلسية، وذلك من خلال تقديم مقطوعة موسيقية أسطورية لموسيقيين محليين.

وأوضحت جمعية الصويرة موكادور، منظمة هذه التظاهرة، أن “هذه المقطوعة المعروفة باسم (القدام الجديد الصويري) لم يكن قد وجد لها أثر أو نقل أو أداء منذ أوائل القرن التاسع عشر، وأن هؤلاء الشباب باحثون وموسيقيون صويريون، برئاسة عبد الصمد اعمارة، مدير المعهد الموسيقي بالصويرة، تمكنوا، بعد شهور من الاشتغال، من ترتيب ونقل تقاسيم وكلمات وتلحين المقطوعة الموسيقية، التي تم أداؤها أمام السلطان مولاي عبد الرحمان سنة 1832، بمساهمة الفنان عبد الغني الكتاني، وهو من بين الأساتذة القلائل الذين عملوا على تدريسها بالصويرة”.

وأضافت الجمعية، في بلاغ لها، أن هذا الإنجاز، الذي سيكون ضمن برنامج دورة 2014 من المهرجان، تم بفضل موسيقيين من الصويرة تمكنوا من تحقيقه من خلال “غيرتهم التي تؤكد مشروعية وقوة القيم التي اختارت الصويرة موكادور أن تدعم بها هوية نهضتها ومصيرها”.

وقبل تسليط الضوء على هذه المقطوعة الموسيقية، التي ستؤديها، خلال هذا المهرجان، أوركسترا من المعهد الموسيقى بالصويرة برئاسة عبد الصمد اعمارة، أشار المصدر إلى أن هذه المعزوفة، التي دونت بسجلات الموسيقى الأندلسية، وجدت أيضا ضمن الفن التشكيلي العالمي.

وأبرز البلاغ أن “الكل يعرف (الموسيقيين اليهود لموكادور)، هذه اللوحة الرمزية المعروفة منذ بداية القرن التاسع عشر التي أبرزت للعالم تميز بلدنا وغنى تنوعه، فلماذا صوب ديلاكروا، الذي لم يسبق له المجيء إلى موكادور، نظرته وريشاته على موسيقيينا ؟”.

وأضاف المصدر أن “الجواب المسجل في مذكرات سفره (ديلاكروا) يختزل ذلك في جملة واحدة : +هذا أفضل ما يوجد بمملكتنا+، كما قيل له أن السلطان مولاي عبد الرحمان حين استقبل وفدا فرنسيا بالقصر الملكي بمكناس أحضر من الصويرة جوقا يتكون من يهود ومسلمين وهو جوق يعتبر من أحسن ما يوجد بالمغرب”.

وأشار المصدر إلى أن هذه “القصة العجيبة تؤكد عمق وجودة ومشروعية المدرسة الصويرية للطرب الأندلسي، وهي قصة تحكي لنا تعايش اليهود والمسلمين والتي تجسد خصوصية مدينة الصويرة”.

وستشكل دورة 2014، التي ستكون واحدة من بين التظاهرات الراسخة في ذاكرة الصويرة، فرصة لقضاء لحظات متميزة بدار الصويري، وعلى المنصة الكبيرة للمهرجان ستقام منصتين لاستقبال جوق تطوان برئاسة الأستاذ محمد أمين الأكرمي والذي سيشاركه في الأداء الحاخام حاييم لوك وعبد الرحيم الصويري وبنيامين بوزاكلو.

وسيتضمن برنامج التظاهرة أيضا مشاركة النساء اللواتي عملن منذ سنوات على التراث “الشكوري” وفي كل أنواع الفن اليهودي العربي والملحون والشعبي والأندلسي، حيث ستعرف التظاهرة مشاركة كل من سناء مرحتي ونطع القيام وعبير العابد وزينب أفيلال وفاتن كارتي وجوق النساء الصويريات ومدرسة فلامينكو لإشبيلية.

وخلص المنظمون إلى أن الرجال لن يتغيبوا عن هذه الدورة وسيؤكدون قدرات مواهب صويرية تميزت وطنيا بعطاءاتها الفنية أمثال هشام دينار ورشيد أوشاهد وعبد المجيد الصويري، الذاكرة الحية لمدينة الصويرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *