ثقافة وفن

كرنفال “بيلماون بودماون” .. فرجة بطعم التسامح والإنفتاح

استطاع كرنفال “بيلماون بيدماون” المنظم بمدينة إنزكان في نسخته الثالثة أن يستقطب آلاف الجماهير التي اصطفت على جنبات شارع محمد الخامس وساحة بئر انزران، فيما شارك في الكرنفال أزيد من 30 جمعية تهتم بهذا الموروث الثقافي، وعرفت مشاركة أزيد من 2000 مشارك جابوا الشوراع الكبرى للمدينة في تجاه مدينة الدشيرة الجهادية.

ومن بين الفقرات الاستعراضية التي حضيت بمتابعة إعلامية وجماهيرية واسعة، تحفة فنية استطاع شباب حي الجرف بمدينة إنزكان الخروج بها في كرنفال “بيلماون بودماون”، ويتعلق الأمر بأكبر بوجلود في العالم، والذي استغرقت مدة إنجازه أزيد من 20 يوما، وناهزت تكلفته 8000 درهم ويبلغ طوله حوالي 8 أمتار وعرضه خمسة أمتار وهو مصنوع من جلد الماعز والخرفان الذي قام أفراد الجمعية بتهيئته وإصلاحه حتى لايتعرض للتلف والتعفنات.

من فعاليات كرنفال "بيلماون بودماون" بإنزكان

ووضعت اللجنة المنظمة “التمثال” في واجهة الاستعراض”الديفيلي” الذي انطلقت فعالياته من أمام المسرح البلدي للمدينة في اتجاه ساحة بئر انزران، وهي النقطة التي تقف فيها الفرق المشاركة لتحية مسؤولي المدينة وضيوفهم، بحيث أشرف كل من عامل الإقليم ووالي الجهة ورئيسها ورئيس المجلس الاقليمي وعدد من المنتخبين على الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة، مرورا بوسط المدينة في تجاه مدية الدشيرة الجهادية التي استقبلت بدورها الديفيلي بحشد غفير من الزوار والمتتبعين.

وقد شارك في الدورة الرابعة لمهجران “بيلماون بودماون” أزيد من 30 جمعية تمثل الجماعات الست بالإقليم وهي ايت ملول والقليعة وأولاد داحو والدشيرة الجهادية والتمسية وانزكان، وناهز عدد المشاركين 2000 أبدعوا في رسم حوالي أربعين لوحة تعبيرية ومجسمات بينت بوضوح سمو كعب هذه الطاقات الشابة.

من فعاليات كرنفال "بيلماون بودماون" بإنزكان

كما عرف الاستعراض مشاركة جزر الكناري والبرازيل والسينغال كضيوف شرف، إذ شاركوا بفقرات من تراثهم المحلي وخاصة جزر الكناري التي تتوفر على موروث ثقافي يشبه كثيرا ظاهرة “بيلماون” التي تحتفل بها مناطق سوس ماسة درعة خلال أيام عيد الأضحى، في حين خرج مجموعة من الأفارقة يمثلون دولة السنغال وشاركوا ساكنة الإقليم فرحتهم بالعيد، ورددوا أهازيجهم الإفريقية ورفعوا العلم الوطني وصورا للمك محمد السادس.

وسعيا منها في خلق التنافس والابتكار بين الفرق المشاركة فقد أعلنت اللجنة المنظمة تنظيم مسابقة أحسن عرض، ومن أجل الحياد كلفت لجنة متخصصة في مثل هذا اللون من الفنون يترأسها جلال أعراب أستاذ المسرح بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير وتسعديت ياسين مديرة معهد EHSS بباريس الفرنسية وماري باسكال مديرة متحف MUCEM بمارسيل الفرنسية.

من فعاليات كرنفال "بيلماون بودماون" بإنزكان

وأكدت تسعديت في تصريح لها لـ “مشاهد.أنفو” على أن مستوى الفرق المشاركة كان جد مقبول، وأن إبداعات الشباب ألهبت حماس لجنة التحكيم، مضيفة أن “الافكار قائمة والشباب متعطش ولابد من مواكبته حتى يخرج بحلة أفضل في قادم الدورات”، مشيرة أنها تابعت العديد من المهرجانات والكرنفالات في مناطق متعددة في العالم، وأن كرنفال بيلماون بانزكان، له خاصيته ولابد أن يشتغل على”الثيمة” في المستقبل حتى يكون له هوية ويتأصل ويصنع لنفسه مكانة في العالمية.

وبخصوص الجماهير التي تتبعت الحدث فقدرتها اللجنة التنظيمية بحوالي خمسة آلاف متفرج بحيث امتلأت جنبات الشوارع التي مر منها والتي يبلغ طولها حوالي 3 كليومترات، انتهاء بساحة الدشيرة حيث التأمت كل الفرق لتودع انزكان النسخة الرابعة على أمل التخطيط للنسخة المقبلة وفق مقاربة أكثر جاذبية.

هذا وعرف الكرنفال مواكبة إعلامية متميزة، حيث عرف حضور قنوات القطب العمومي وقناة العربية، بالإضافة إلى منابر إعلامية مكتوبة عالمية واكبت الحدث.

من فعاليات كرنفال "بيلماون بودماون" بإنزكان من فعاليات كرنفال "بيلماون بودماون" بإنزكان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *