وطنيات

بنكيران: لست إسلاميا ولا نبيّا والمغرب ليس دولة ديمقراطية كالغرب

قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية في حوار مطول أجرته معه الشرق الأوسط، إنه انتخب رئيسا للحكومة من المغاربة للإسهام في حل مشاكلهم، وليس للتدخل في أنماط تدينهم أو حرياتهم، مشيرا إلى أن التدين مسألة شخصية وشؤونها منظمة بإشراف إمارة المؤمنين.

وأشار عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، إلى أن هذه السنة كانت نسبيا بالنسبة له ”أقل تشنجا من السنتين الأولى والثانية، بعد إيجاد نقاط تفاهم على مستوى الأغلبية”، مضيفا أن “المغرب ليس دولة ديمقراطية مثل الغرب، يخرج فريق ويدخل آخر، هنالك ثوابت في دولنا وهنالك ثوابت في سياساتنا، وهنالك مجموعة عوامل ومتدخلين”، حسب بنكيران.

وقال بنكيران في حواره مع جريدة الشرق الأوسط ”استشعرت أنني مسؤول في دولة لتدبير الشأن العام لكل المغاربة، ولم أشعر أنني نبي جئت برسالة خاصة، أنا مجرد مسؤول في دولة، قد أصيب وقد أخطئ في معالجة مشاكل الناس، مردفا “ولما دخلت في هذه المسؤولية على مستوى مهمة رئاسة الحكومة، جاءت الأولويات بنفسها، أولاها كانت الأولوية الاقتصادية لأن الدولة إذا لم تكن في وضعية اقتصادية على الأقل محتملة، حتى لا نقول مريحة، فإنها سوف تغرق، وساعتها لن تنفع لا آيديولوجية ولا أي شيء آخر”.

بنكيران  أكد في ذات الجوار  قائلا: “وجدت نفسي في سفينة مهددة بمعطيات في الواقع المعيش أولاها هي صندوق المقاصة (صندوق دعم المواد الأساسية)، وأمام أزمة تزحف علينا في قطاعي الماء والكهرباء، وأمام صناديق التقاعد يقول لي المسؤولون عنها «السيد رئيس الحكومة إذا لم نبادر إلى إصلاح هذه الصناديق فإن مستقبل التقاعد في المغرب لن يكون فقط مهددا، وإنما سينتهي”، وتساءل بنكيران “أخبرني إذن ماذا علي أن أفعل؟ وعن أي آيديولوجية تتكلم؟ هذه مشكلات واقعية وعملية، فقلت في نفسي سوف أتوكل على الله وأواجه هذه المشكلات التي ذكرت لك، وأنا لم أذكر لك المشكلات الأخرى”.

وأردف ”أنا رئيس حكومة منتخب من المغاربة للإسهام في حل مشاكلهم، وليس للتدخل في أنماط تدينهم أو حرياتهم، ولم أئت لكي أغير تدين الناس، جئت لكي أحل مشاكلهم ، والتدين مسألة شخصية وشؤونها منظمة بإشراف إمارة المؤمنين، فجلالة الملك هو أمير المؤمنين. لكن إذا كنت متدينا ذلك ينفعك في الاستقامة، في التعفف عن المال العام، ولهذا أنا أقول إنني لست إسلاميا، بل مجرد مسلم مثل كل المسلمين، وأحاول أن أكون مستقيما قدر المستطاع، ولا أستطيع أن أدعي أنني أنجح دائما في ذلك”.

وفي حديثه عن النقابات قال رئيس الحكومة إن النقابات ليست كلها سواء، هناك نقابات  لديها  أجندة سياسية، ترتبط بأحزاب سياسية، وهذه حاولت تنظيم إضراب عام وفشلت فيه، وهي معروفة، واحدة منها يشرف عليها أمين عام حزب الاستقلال، وهناك نقابات أخرى دعت إلى الإضراب، وهي نقابات لدينا معها علاقات معقولة، بيد أننا نعيب عليها أن هذا الإضراب ليس مبررا، لأن مقترح إصلاح التقاعد ليس نهائيا، ونحن ننتظر أن تأتي الاستشارة التي طلبناها من المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وساعتها سنعرض مدارسته مع هذه النقابات لوضع الصيغة النهائية إذا استطعنا أن نتفاهم. إذن هذا الإضراب الآن، قبل أن يكون هناك المشروع النهائي الذي سنتقدم به أمام الحكومة، هو أمر غير مبرر وغير مفهوم” يضيف بتكيران.

وبالنسبة للانتخاباب أوضح بنكيران أنه مند مجيئ محمد السادس إلى مقاليد الحكم حتى الآن لم يطعن أي حزب سياسي في أي انتخابات. مضيفا ”كانت هنالك طعون قضائية في بعض الحالات، وكانت هنالك شكاوى من بعض رجال السلطة في مختلف الاستحقاقات، أما بالنسبة لحزب العدالة والتنمية فإن المعتمد هو البيانات الرسمية وتصريحات قيادته الوطنية”.

وشكر بنكيران في ذات الحوار الملك بعد تأكيده إشراف رئاسة الحكومة على الانتخابات، إذ إنه، بقول بنكيران، لا يمكن أن يكون ذلك من دون أن تكون هنالك ثقة في رئيس الحكومة، ومن جهة أخرى، وعلى المستوى الديمقراطي، فإن هذا ترسيخ لمكانة رئيس الحكومة حاليا ومستقبليا، وتعزيز لمكانة الحكومة كمؤسسة دستورية مسؤولة، معتبرا مثل هذا القرار، ”كان يجب أن يجري الترحيب به بحرارة، لكن بطبيعة الحال ربما بعض الناس كانوا مسرورين بهذا القرار بيد أنهم تمنوا أن لا يكون متعلقا برئيس الحكومة الحالي” يضيف رئيس الحكومة.

إن الخصومة، يشرح بنكيران، مع الأحرار كانت طارئة ولم تكن أصلية بل هنالك نوع من التعاطف والود بين نواب المصباح ونواب الحمامة وأنه على المستوى الشخصي لم تكن هناك قط خصومة، لهذا فالمقارنة بينه وبينه حزب الأصالة والمعاصرة ليست في محلها يقول بنكيران جواب على سؤال إمكانية التحالف مع الجرار. مضيفا أنه في السياسة يجب عدم رهن المستقبل، المستقبل في علم الغيب، والغيب لا يعلمه إلا الله”.

وقال بنكيران أن ”الملك يتدخل لإرجاع الأمور إلى نصابها في بعض القضايا والحالات بمبادرة منه أو بطلب من الأطراف، وهذا ليس وليد اليوم، بل حتى إبان ما كان يسمى «سنوات الرصاص»، كانت دائما هذه المرجعية لدى الملك يحافظ عليها ويتفاعل معها الآخرون”، حسب تصريحه

وأكد بنكيران أن تصريحات بعض المنتمين إلى حزبه – كان محرجة لأن ”الإخوة في الحزب في مختلف مستويات المسؤولية لم يستوعبوا التحول الذي وقع بسرعة، وأكد أن أضرار تصريحاتهم واسعة، لكن جعلتهم ينتبهون، وقد يراجعون تقدير المسؤولية في تلك التصريحات يقول بنكيران. مشددا ”ليس هناك حكومة ستنجز أمورا لصالح البلد لا تتأثر شعبيتها، لأن الإصلاحات على الأقل في مراحلها الأولى تقتضي تدابير وإجراءات لا تكون مريحة”ّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *