متابعات

موسم فلاحي كارثي بالجزائر بسبب الغش في البذور والأدوية

تسبب انتشار وباء “البوفروة” الذي يصيب الجذور فتصفر الشجرة، في إفلاس عشرات الفلاحين الجزائرين خلال الموسم الفارط، ولم يجد له المزارعون أي علاج ناجع سوى في بعض المبيدات التي قام فلاحون بتهريبها من تونس، وذلك بعد ثبت لديهم أن الأدوية تستوردها مؤسسات الفلاحة بالجزائر، مفبركة والمقلدة.

وخلص المزارعون إلى أن المبيد المستورد بطريقة غير شرعية من تونس أكثر نجاعة في مواجهة انتشار الوباء، عكس الأدوية المحلية التي يزيد البعض منها من حجم الوباء، في وضعية عكسية تكشف مستوى خطر ما تستورده مؤسسات الفلاحة الخاصة بالتسويق.

ومن بين الأمراض الأخرى التي تصيب الطماطم تحديدا، إضافة “للبوفروة” الذي يفتك بالشتائل والأشجار الصغيرة قبل بداية ظهور الثمار، نجد ما يعرف بمرض “تيلك” أو ما يسمى عند الفلاحين “جنون الطماطم”، وسببه كما يشرح أحد المهندسين هو حظر مادة الكورزات الأصلية في الأسواق والصيدليات الجزائرية، مخافة استخدامها في أغراض غير مشروعة، دون توفير بديل لها، لتحل الكارثة على قطاع الفلاحة.

وتباع حاليا مادة الكورزات بشيء من الصرامة للفلاحين الرسميين مع تقديم وثائق ثبوتية عن المستثمرة، لكن الإحصائيات تشير أن غالبية الفلاحين غير مهيكلة، ولا تملك أي وثائق في ظل غياب التسوية لملفاتهم من الجهات المختصة، مع العلم أن مادة الكورزات وإن كانت متوفرة للبعض، فهي كما يقول مختص غير أصلية كما كانت عليه قبل سنوات 2002 و2001.

بالإضافة إلى هذا يوجد كذلك مرض “توتا ابسيليتا” وبتسمية أخرى حشرة الأنفاق، أو ما يسميه المزارعون بلغة العوام “الخطاطة”، ويبدأ هذا المرض مع بداية ظهور الثمار، حيث تنتشر حشرات غريبة بكثافة بشكل “بعوض” متطاير حوله، يتطور في فترة وجيزة بسبب التكاثر، مخلفا وراءه أسرابا من الديدان الفتاكة التي لم يُجْدِ معاها أي دواء نفعا هي الأخرى.

وصرح فلاحون أن بعض الأدوية تفاقم من الوضع وتزيد من انتعاشة هذه الأوبئة والأمراض، ما يطرح التساؤل لديهم عن الهدف من وراء جلب بعض هاته الأدوية الخارجية غير الفاتكة بالحشرات والعديد من الأمراض الأخرى.

يشار أنه رغم نداءات الفلاحين وعلى مراحل متعددة خلال السنوات الفارطة لمنع عملية الغش في الأدوية والبذور على حد سواء، إلا أن المصالح الفلاحية لم تظهر أي مساعدة حقيقة لفلاحي البلاد، في سبيل تطوير هذا القطاع الرائد بها بمجهودات ذاتية، ومنع تعريضهم للتحايل، خاصة مع كثرة المتعاملين الخواص المستوردين للأدوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *