متابعات

محجوبة .. الهروب من الجحيم

إن قضية الشابة الصحراوية “محجوبة محمد حمدي داف”، التي تناولتها وسائل الإعلام الوطنية والدولية بإسهاب، ليست في الواقع سوى حالة من مئات حالات شبان ضحايا الحصار المطبق على فئات عريضة، والتي لم تصل بعد أصواتها إلى خارج الطوق المضروب على مخيمات تندوف.

لقد بدا يظهر جليا واقع هؤلاء الرهائن مع قرار تبادل الزيارات تحت رعاية الأمم المتحدة، حيث اغتنم أفراد عائلات بأكملها فرصة تواجدها بأرض الوطن للبقاء بين ذويهم، بعدما تيقنوا من زيف الادعاءات التي تروجها دعاية البوليساريو وصانعتها الجزائر.

فخلال تلك الزيارات، ورغم كونها انتقائية من طرف قيادة الرابوني، والتي لا تختار من أجل الاستفادة من هذه العملية “الشكلية” سوى الأفراد “الثقة” والذين يتوفرون على كل الأسباب لكي لا يفكروا في الهروب والبقاء في المغرب، فمن لم يتمكنوا من البقاء عبروا لذويهم عن نيتهم في ترتيب عودتهم بعد التخلص من كل المعيقات، خاصة بالنسبة لمن تركوا في المخيمات أقاربهم وذويهم الذين لا يمكنهم لوحدهم تدبر فراره… والحالات كثيرة.

فعلى خلاف من استسلموا لليأس مفضلين الاستشهاد على البقاء في الفراغ و العدم، تشبتت محجوبة بحقها في الحياة و في الاختيار وتحيين الفرصة للفرار، خاصة بعدما أيقنت من عدم قدرتها على التعايش مع الواقع الجديد الذي فرضه عليها ذووها والذين كانوا أصلا سببا في عيشها ببلاد أجنبية، بعد تبنيها من قبل عائلة اسبانية تحت ضغط محمد عبد العزيز وأزلامه شأنها في ذلك شان آلاف الحالات من أطفال ارغموا على العيش داخل عائلات اسبانية و كوبية.

لقد آن الأوان لفضح أساليب البوليساريو وقائد جوقتهم محمد عبد العزيز لفضحهم وفضح أساليبهم عبر وقفات احتجاجية في كل بقاع العالم.

حالة محجوبة هاته لا يجب أن تبقى مجرد قضية يتذكرها الرأي العام الدولي لنفسها، بل وازعا إنسانيا من أجل الالتفات بجد إلى حالة مئات الصحراويين التواقين إلى الحرية والكرامة و العودة إلى الوطن الأم، وعدم استغلالهم كمجرد أدوات للضغط وابتزاز المجتمع الدولي، وتضخيم الأرصدة في أبناك الدول الأجنبية من قبل قيادة الرابوني وخدام جنرالات الجزائر، الذين لا هم لهم سوى إطالة أمد هذه الوضعية المفتعلة والنشاز ضدا على رغبة شعوب المنطقة في العيش في حرية و امن وأمان وآخوة.

كما أنه قد حان الوقت لتتظافر جهود كل الفعاليات الصحراوية من مجتمع مدني ومنتخبين وجمعويين من أجل تفعيل الآليات، بما فيها الدبلوماسية الموازية قصد الاهتمام بوضعية رهائن قيادة الرابوني الفاسدة المتسلطة على الرقاب، ووضع حد لمعاناتهم التي طال أمدها، ولعل حملة مساندة محجوبة محمد حمدي داف انطلاقا من اقاليمنا الصحراوية ومرورا من مخيمات لحمادة لأكبر دليل على نجاعة تكاثف الجهود خصوصا إذا كانت القضية شرعية و مشروعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *