متابعات

القصة الكاملة حول حقيقة اندلاع مواجهات دامية بسيدي إفني

تسبب الحادث المأساوي الذي راح ضحيته المسمى قيد حياته “الحسن أحرات” بشاطئ الكزيرة بعد سقوطه من علو شاهق إلى البحر مساء يوم الأحد 26 أكتوبر 2014 أثناء عملية إحباط هجرتهم إلى إسبانيا من طرف القوات العمومية والدرك الملكي والقوات المساعدة والتدخل السريع، في عودة التوتر إلى مدينة سيدي إفني، التي ما إن تهدأ حتى تشتعل من جديد.

وحسب تقرير الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فإن تأخر المسؤولين في الكشف عن نتائج التشريح الطبي قصد إماطة اللثام عن حقيقة مقتل الشاب، قام مجموعة من أصدقاء المتوفى يوم الأربعاء 5 نونبر 2014، بتوزيع نداء بالمدينة دعو فيه إلى مسيرة سلمية للمطالبة بالكشف عن حقيقة وفاة صديقهم.

وفي مساء يوم الخميس 6 نوبر 2014 بحي للامريم على الساعة السادسة مساء، تم تنظيم هذه المسيرة التي جابت الشارع الرئيسي للحي المذكور قبل أن تستقر أمام سرية الدرك الملكي في وقفة احتجاجية رفعت فيها شعارات منددة بالوفاة الغامضة، ومحملة المسؤولية للقوات المشاركة في إحباط عملية الهجرة.

ومباشرة بعد ذلك تفرقت المسيرة في نفس المكان وأمام أعين مختلف الأجهزة الأمنية التي ظلت تراقب الحدث عن قرب، غير أنه وأثناء توجه مجموعة من الشباب المشارك في المسيرة نحو مركز المدينة تعرضوا لمحاولة تفريقهم من طرف القوات العمومية بالقرب من مقر القيادة الحضرية الثانية وهو الأمر الذي أدى إلى غضب هؤلاء الشباب وإشتعال الشرارات الأولى للمواجهة.

وفي حدود العاشرة ليلا من مساء نفس اليوم عاين بعض أعضاء المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان تجمع بعض القاصرين بمفترق الطرق بشارع ابن سيناء بحي بولعلام مقابل تواجد رتل من القوات الأمنية أمام مفوضية الشرطة، مما أدى إلى تطور الأحداث بشكل مفاجئ إلى تراشق بالحجارة بين الطرفين ليتوقف هذا التبادل بعد انسحاب سيارات الأمن من أمام مفوضية الشرطة.

لكن سرعان ما اندلعت مواجهات دامية بين متظاهرين والقوات المساعدة والأمن الوطني والتي امتدت إلى أطراف حي بولعلام وحي البرابر، حيث تقدمت هذه القوات إلى أزقة الحيين المذكورين، وأثناء تبادلها الرشق بالحجارة مع المتظاهرين تم كسر العديد من عدادات الكهرباء وإصابة العديد من المنازل وكسر أبوابها.

وأوضح الفرح المحلي للجمعية أنه عاين رفع كلام نابي وغير أخلاقي من طرف العناصر الأمنية والقاصرين، لمتدت هذه المواجهات إلى حدود الساعة الرابعة من صباح يوم الجمعة 7 نونبر 2014 بعد انسحاب المتظاهرين وتراجع القوات العمومية.

وحسب الفرع ذاته، فقد أسفرت هذه المواجهات عن إصابة العديد من المتظاهرين بجروح متفاوتة الخطورة، غير أنهم إمتنعوا عن تلقي العلاج بالمستشفى مخافة إعتقالهم، كما عاين المكتب سيارة للإسعاف وهي تنقل مصابين من القوات الأمنية.

وذكر المصدر ذاته أنه لم يتمكن من تأكيد الأخبار التي تتحدث عن اعتقال ما لا يقل عن ثلاثة متظاهرين، مشيرا في السياق ذاته إلى أنه تلقى مجموعة من الإتصالات تأكد تطويق قوات الأمن لأطراف حي بولعلام وحي البرابر.

وأشار المكتب في هذا الصدد إلى أنه سيشكل لجنة للتحقيق في أحداث 06 نونبر 2014، وفي الأنباء التي تتحدث عن محاولات بعض العناصر الأمنية إقتحام منازل الساكنة بحي بولعلام ومدى صحة استعمال قنينات الغاز والكروموجين في المواجهات السالفة الذكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *