مجتمع

عرس شقيق الملك يتسبب في اعتقال موظفين بالمكتبة الوطنية

اقتحم عدد من رجال الشرطة  يوم الخميس الماضي بهو ”المكتبة الوطنية للمملكة المغربية” بغرض اعتقال موظفين بسيطين قاما بعملهما كما يمليه عليه الواجب المهني.

وبحسب شهود عيان، فقد اقتحمت عناصر البوليس بزيها الرسمي والمدني المكتبة الوطنية  بهدف اعتقال الموظف المسؤول عن صيانة مرافق المؤسسة ”في صورة وصفها شهود بـ ”المحرجة والمسيئة جدا”.

وقال مصادر من عين المكان إن عملية الاعتقال “لم تخل من مشاهد العنف والتهديد والشطط في استعمال السلطة و”استغلال النفوذ” والاعتداء على موظفين يزاولان مهامهما، من خلال الضرب والتعنيف والسب والشتم والاحتجاز واقتحام مؤسسة معرفية عمومية، والإهانة والاعتقال التعسفي، وما يمكن أن يترتب عنه من انعكاسات نفسية ومعنوية لدى الموظفين والرواد من الطلبة والباحثين”.

هذا وجرى ذلك في سياق يشهد فيه محيط المكتبة احتفالات تخص العائلة الملكية، بمناسبة زواج أخ الملك. حيث قدم مسؤول برتبة عالية في سلك “الأمن” إلى المرآب “تحت أرضي” للمكتبة الوطنية بغية ركن سيارته، غير أن عامل الحراسة استوقفه، وأخبره بعدم السماح له بذلك، في إطار ما يمليه عليه واجبه والأوامر التي يتلقاها.

غير أن المسؤول “الأمني” ثار في وجه الحارس البسيط، ”مدعيا أنه في مهمة رسمية داخل المكتبة”، وأنه بالزي الرسمي وعلى الحارس أن يدعه يلج المرآب “تحت أرضي”، ما لم يقنع هذا الأخير الذي اضطر لإغلاق الباب، بعدما لم يمتثل “المسؤول” للقواعد المعمول بها ودخل عنوة للمرآب. تقول مصادرنا.

إصرار  الحارس لم يرق الشرطي المرتدي  ” للبذلة الرسمية”، وعوض خروجه من الأبواب الخلفية للمكتبة، أجرى، حسب شهود، اتصالات هاتفية، ”وما هي إلا لحظات حتى وجد الحارس نفسه تحت رحمة ضربات وتعنيف وإهانة الضباط الذين اتهمومه باحتجاز المسؤول الأمني، ليتم اعتقاله” واعتقال آخر داخل المكتبة الوطنية.

إلى ذلك  خلف هذا الاعتقال استياء عاما لدى موظفي ومستخدمي المؤسسة المعرفية الذين تجمهروا في بهوها وخارجها، مطالبين بالافراج عن زميلهم في العمل، وذلك، قبل أن يلتحق وزير الثقافة الذي استقبله الموظفون في الساحة الخارجية للمكتبة معبرين عن احتجاجهم على ما طال الموظفين من إهانة ومس بحرمة المكتبة، إثر اقتحام البوليس لها دون إذن من إدارة المؤسسة وبشكل مفاجئ مسيء لحرمتها ولكرامة الموظفين. يقول المصدر

 الوزير، حسب شهود عيان، اكتفى بوضع الهاتف على أذنه، حسب مصدرنا، محاولا طمأنة الموظفين الغاضبين.

واستنكر  جل الموظفين ورواد المكتبة  اقتحام المؤسسة من طرف الشرطة، بدون إخبار للإدارة، التي التحق أحد أطرها بعد علمه بالحادث، بمخفر الشرطة لمؤازرة الموظف  من أجل العمل على إطلاق سراحه.

وتواصل أعداد الموظفين في التزايد والتجمهر قبالة الباب الرئيسي للمكتبة وفي بهوها، فيما استمر أيضا قدوم الشرطة بالزي غير الرسمي لتتبع وترصد الأحداث.

وحتى حدود منتصف يوم الخميس استمرت أجواء الاحتجاج  داخل المكتبة  الوطنية، بينما حاول بعض من مسؤولي الادارة ترويج خبر إطلاق سراح الموظفين، بهدف تهدئة الوضع وإرجاع الموظفين لعملهم، فيما لم يتأكد إطلاق سراح الموظفين إلا بعد الساعة الخامسة مساء، بعد ما يناهز أكثر من ثمان ساعات من الحجز في مخفر الشرطة.

ويذكر أن الموظفين لا زال يتابعان بتهم إهانة رجل الشرطة، وتم تحرير محضر متابعة في حقهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *