متابعات

صعوبة الحصول على جواز سفر جزائري تكريس لمعاناة الصحراويين ولواقع احتجازهم بمخيمات تندوف

أكدت عدة مصادر صحافية من مخيمات تندوف أن حيازة وثيقة “جواز سفر” جزائري بالنسبة لصحراويي المخيمات يعتبر من أكثر الوثائق تعقيدا للحصول عليها، مما يكرس معاناة أخرى تضاف إلى مآس كثيرة يعيشها كل يوم الصحراويون بتندوف، وبهذه التعقيدات تؤكد الإدارة الجزائرية واقع كون ساكنة المخيمات إلى محتجزين ورهائن، وأضافت ذات المصادر أن هناك من ينتظر لسنوات طويلة دون أن يتحقق حلمه في الحصول على هذه الوثيقة التي تسمح له بالسفر لأغراض مختلفة من بينها العلاج والدراسة أوزيارة الأقارب وصلة الرحم وحرية التنقل للبحث عن العمل وغيرها من المزايا التي تمنحها الوثيقة لحاملها.

من جهة أخرى كشفت المصادر الصحافية ذاتها أنه بسبب ضعف الإدارة المسؤولة عن الموضوع أصبح ‘’جواز السفر’’ في مزاد  السمسرة والتجارة والربح السريع، وانضاف بذلك إلى القائمة الطويلة للمنافع التي يتربح منها قادة البوليساريو والمقربين منهم على حساب معاناة ساكني المخيمات، حيث تشكلت شبكة من السماسرة للمتاجرة في هذه الوثيقة، يتعاملون مع الادارة المسؤولة عن الملف لأغراض تجارية، تمكن من يدفع أكثر للحصول على الوثيقة في أسرع وقت ممكن، وقدرت المصادر ذاتها أن ثمن الحصول على جواز سفر يبلغ خمسة ملايين سنتيم، كما يلف الغموض مصير عشرات الملفات التي لا يتمكن أصحابها من الدفع، حيث هناك من لايزال ينتظر قرابة عقد من الزمن في سبيل الحصول على وثيقة تسمح له بالتنقل.

وإمعانا في الزيادة من معاناة الصحراويين بالمخيمات تعمد ما يسمى بالإدارة المكلفة بالجوازات إلى منع الساكنة من الاستفسار، إذ يتم إقفال الأبواب في وجه الراغبين في الحصول على جوازات السفر بطريقة مهينة لفسح المجال واسعا أمام السماسرة والوسطاء المقربين من القيادة المتنفذة بجبهة البوليساريو، وهناك ورقة عبارة عن إعلان في مدخل الإدارة المذكورة كتب عليها بكل وقاحة ودون أي اعتبار لكرامة صحراويي المخيمات: ‘’يمنع الاستفسار عن موضوع الجوازات’’

وفي هذا الصدد عبر أحد الصحراويين العائدين من المخيمات أن هذا الموقف الذي يظهر بكل جلاء مدى تخوف قيادة الرابوني الفاسدة، والتي هي في الواقع مجرد مجموعة موظفين فاسدين من الدرجات الدنيا لدى حكام الجزائر، من هروب وعدم عودة غالبية الصحراويين إلى السجن الكبير في ‘’ستالاكات لحمادة’’، في حالة فك الحصار، والدليل – يضيف المتحدث- هو ما حدث للمجموعات الكثيرة من الأفراد الذين زاروا المغرب في إطار تبادل زيارة العائلات وفضلوا البقاء في بلدهم بعدما تأكدوا من مغالطات قادة الجبهة وزيف ادعاءاتهم ، وزاد المتحدث ذاته أن الكثير من المحتجزين يتحينون فرصة الفرار من جحيم وقبضة المتحكمين في مصائرهم ، كما يبين أيضا مدى معاناة هؤلاء المحتجزين وحرمانهم من أبسط الحقوق ألا وهو حق التنقل الذي تصادره القيادة المهترئة من أجل إطالة أمد الاسترزاق، ليس إلا، ليبقى الصحراويون بمخيمات تندوف هم وحدهم من يؤدي ثمن تعنت وفساد هذه القيادة، التي تتاجر في معاناتهم حسب ذات المصدر دائما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *