اقتصاد

انخفاض سعر الكليمانتين يؤزم وضعية الفلاحين المالية بسوس

عرف سعر الحوامض، وخاصة الكليمانتين، انخفاضا حادا في السوق الداخلية حيث أن الكيلو غرام الواحد لا يتعدى ثمنه 25 سنتيما بالنسبة للفلاح، وحسب بعض الفلاحين فإن هذا الثمن لا يمكن أن يغطي حتى ثمن الجني.

وذكرت مصادر لـ “مشاهد.أنفو” أن السعر الذي تسوق به الحوامض حاليا من صنف “الكلمنتين” و”تارديف”، راجع إلى وفرة العرض بعد مرور حوالي ثلاث سنوات من تجديد أغراس الحوامض بتشجيع من طرف الوزارة الوصية، دون وضع سياسة تسويقية تساهم في امتصاص الزيادة الكبيرة في المنتوج.

ومن جهة أخرى أثرت التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفها إقليم تارودانت على محصول جودة منتوج الكليمانتين وبعض أنواع الحوامض، حيث أفسدت ما يقارب 50 في المائة، والمقدر بـ 150,000 طن، من منتوج هذه السنة حسب تصريحات بعض المهنيين.

وهذه الظروف القاسية قوضت انتظارات الفلاحين لتعويض الخسائر التي تكبدها القطاع في السنوات الأخيرة، حيث خلقت أزمة بين الفلاحين والبنوك بالمنطقة، إذ أكدت مصادر أن نسبة الديون المتراكمة على الفلاحين تسببت في قلة السيولة المالية بمجموعة من البنوك، وأبطأت عمليات تسديد مستحقاتهم في الآجال المحددة.

وأضافت ذات المصادر أن محاكم سوس تشهد مؤخراً ارتفاعا في الدعاوى القضائية المتعلقة بالشيكات بدون رصيد وكذا تسجيل تزايد عدد المكمبيالات غير المؤداة. وقد أدت هذه الوضعية إلى توقف البنوك عن إجراء عمليات الاقتراض الموجهة للفلاحين والمتعلقة منها بالقروض الزراعية. وقد سببت قلة السيولة المالية لدى الفلاحين إلى عدم مستحقات الموردين بالنسبة تعاملات الموسم الفارط.

وهذه الوضعية أثرت سلبا على الموسم الحالي بسوس ماسة، إذ زادت من تدهور الوضع الإستثنائي الذي يشهده القطاع، فبعد موسمين فلاحين كارثيين، يأتي مشكل إتلاف نصف منتوج الكليمانتين بسبب التساقطات لينضاف إلى إشكالية التسويق الذي تواجه فيه المنتوجات المغربية عدة عراقيل.

وحسب شهادات مجموعة من الفلاحين فإن منتوج الكليمانتين، الذي ارتبط بعدة مشاكل تسويقية، منها ما أقدم عليه مكتب المراقبة الصحية بمنع 5 محطات للتلفيف بتصدير منتوجاتها من الحوامض للسوق الخارجية وخاصة روسيا، بسبب عدم تقيد هذه المجموعات الإنتاجية بالمعايير الصحية المعتمدة.

وبعد الأزمة التي عرفها قطاع تصدير الحوامض في السنة الماضية تم خلق لجنة مختلطة تضم المنتجين ومحطات التلفيف، ومكتب السلامة الصحية للمنتوجات الغدائية يعهد إليها تحديد حجم كميات الحوامض التي ستحتاجها الأسواق الخارجية، ومراقبة معيار جودة المنتوجات الفلاحية.

الموسم الفلاحي الحالي جد صعب بكل المقاييس، حسب المنتجين، وذلك راجع إلى عدة معطيات ميدانية تتعلق بالظروف المناخية غير الملائمة، وضعف جودة المنتوجات عكس المتوقع، وقلة التساقطات المطرية في الموسم الفلاحي الحالي، بالإضافة مشاكل التسويق وتسرع بعض المصدرين بإغراق الأسواق، وتراجع نسب التصدير إلى بعض الأسواق الخارجية خاصة السوق الإستهلاكية الروسية.

وحسب مهتمين فإن السوق الداخلية التي تمتص ما يناهز 60 في المائة من منتوج الحوامض تعيش مشاكل جمة في مجال التسويق الداخلي، وبالتالي لا يتم تقييم مسارات غالبية الإنتاج، لأن القطاع غير المهيكل يتحكم بها.

ونظرا لعشوائية تدبير سلسلة إنتاج وتسويق الحوامض فإن مجموعة من الجمعيات المهنية قد دقت ناقوس الخطر في الأشهر الأخيرة، وتحدثت عن موسم فلاحي كارثي لتضافر مجموعة من المعيقات تم إجمالها في تسابق محطات التلفيف إلى تصدير منتوجاتهم دون وجود خريطة طريق بين كبريات المجموعات التصديرية، ووفرة الانتاج دون توفير أسواق جديدة بالإضافة إلى عوامل أخرى أثرت في جودة المنتوج منها التساقطات المطرية الأخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *