متابعات

إعلام البوليساريو”يستكثر ’’على موريتانيا أن تقوم بحماية حدودها من هجمات الإرهابيين والمهربين

في خطوة غير مسبوقة، لم يستسغ متنفذو جبهة البوليساريو أن تقوم موريتانيا بممارسة سيادتها من خلال تحصين أراضيها وحدودها من الهجمات المحتملة للإرهابيين ومن النشاط العابر للقارات الذي يمارسه عدد كبير من المهربين المقربين من قيادة البوليساريو، فقد سارع إعلام الجبهة إلى وصف ما قامت به موريتانيا مؤخرا، حين داهمت قواتها الأمنية والعسكرية جيوب التهريب، بكونه اعتداء صريح على الصحراويين، مضيفا أن موريتانيا تستغل ضعف جبهة البوليساريو وتستقوي عليها بعد أن تم تسليحها من طرف فرنسا لمحاربة الإرهاب في دول الساحل، ووصفت هذه المصادر الإعلامية ما تقوم به موريتانيا بالمغامرة الخاسرة  التي ستجلب « الخراب الى موريتانيا التي تدور في فلك الغرب وتحركها أصابع فرنسا في المنطقة ».

 

وذهب إعلام البوليساريو في توجيه النقد لموريتانيا، وهي تمارس حقها الطبيعي في الدفاع عن حدودها وحماية بلدها من هجمة المهربين الدوليين المحميين من طرف قيادة البوليساريو، بعيدا حين أبرز « أن موريتانيا تبحث هذه الأيام عن متهم، على الحدود الشمالية، بتنفيذ سلسلة أحداث ضد تقييد حركة الصحراويين وتقديمهم على انهم المسؤولين عن كل الأحداث الامنية على الحدود، من خلال المتاجرة بالمخدرات وغيرها، وأضافت وسائل الإعلام هذه، والتي تعكس النفسية المهزوزة لقيادة الرابوني، أن موريتانيا تقوم « ببيع عمليات المداهمة هذه للاجانب قصد اضفاء المصداقية على ما تنص عليه الاتفاقيات الدولية في مجال محاربة الارهاب والمخدرات، والتي تجني منها موريتانيا أموالا ضخمة مثل اتفاقية التعاون الأمني مع اسبانيا وفرنسا والاتحاد الاوروبي ودول الساحل والصحراء، وكلها اتفاقيات « تبحث موريتانيا من خلالها -حسب إعلام البوليساريو- عن كبش فداء تقدمه لهذه الدول حتى تضمن استمرار الدعم المالي واللوجستي ».

 

وإمعانا في تبيان مدى محاصرة مناورات قيادة الجبهة من طرف الدولة الموريتانية، قالت وسائل الإعلام ذاتها إن «  النظام الموريتاني  يحاول بيع ما استطاع من التقارير الملفقة حول ملاحقة عصابات التهريب والمخدرات، بتضخيم عمليات شكلية، تستهدف في الغالب الهدف الخطأ، وهي وسيلة ناجعة لتحصيل دعم الغرب السخي في اتفاقياته الامنية التي يتخذها مبررا لدخول الاستعمار من النافذة، ووضع قدم له في المنطقة ». ووصفت ذات الوسائل موريتانيا « بالجار الذي اعتاد على الغدر من الخلف ».

 

وحسب متتبعين لردود الأفعال هذه، فإن قيادة البوليساريو أحست بصرامة الموقف الموريتانيا بعد سنوات من تفشي ظاهرة التهريب الدولي الذي تسهل تحركاته قيادات الجبهة، كما من شأن هذه التحركات السيادية لموريتانيا أن توجه اتهامات صريحة للبوليساريو بإقدامها بدلائل على الأرض على الانخراط الفعلي في دعم المنظمات الإرهابية واحتضان ورعاية شبكات تهريب المخدرات، وأضاف المتتبعون أن علاقة البوليساريو بالإرهاب والتهريب أكدته تقارير عدد من المنظمات الدولية ومراكز الأبحاث المستقلة، فالارتباط والتقارب الذي جمع طيلة العقد الماضي بين البوليساريو والمنظمات الجهادية الإسلامية التي تتقاسم الجبهة أهدافها معها واضح وجلي، كالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتوحيد والجهاد التي أعلنت عن مبايعتها لداعش، إذ أن العلاقة بين البوليساريو وتنظيم القاعدة مثلت محور اهتمام الباحثين الغربيين الذين يشهد لهم أنهم أول من دق ناقوس الخطر بشأن هذه العلاقة ذات الطبيعة الخاصة بين البوليساريو من جهة والتنظيمات الجهادية من جهة أخرى، وهي العلاقة التي تسودها البراجماتية في شتى مناحيها.

 

من جهة أخرى حذرت عدة تقارير من تنامي المد الجهادي بالمنطقة من خلال تواطؤ جبهة البوليساريو، كان من بينها دراسة لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسل) حذرت خلالها مما أطلقت عليه تحالفا سريا بين البوليساريو والقاعدة، فيما يعرف في أدبياتها ببلاد المغرب الإسلامي، والتي اشتهرت بخطف المواطنين الأجانب والبعث بهم إلى الصحراء وتحديدا داخل مخيمات تندوف، وأضافت ذات الدراسة أن هناك تحولات بنيوية شهدتها البوليساريو  في ارتمائها في أحضان التيارات الإسلامية الجهادية التي تتقاطع معها في عدد من الأهداف للحصول على مكتسبات مادية وسياسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *