الشريط الأحمر | متابعات

البوليساريو .. عندما يصبح شعار حمل السلاح أسطوانة مشروخة

تروج بعض الأصوات القريبة من جبهة البوليساريو لخطاب أصبح عبارة عن أسطوانة مشروخة مفادها استعداد الجبهة إلى العودة إلى حمل السلاح ضد المغرب، وهي أسطوانة يجري استعمالها كلما ضاقت السبل على القيادة المتحكمة في رقاب صحراويي مخيمات تندوف.

فبعد تمرينات تسخينية رديئة مؤخرا تمت تسميتها من طرف بعض وسائل الإعلام التابعة لقيادة الرابوني بمناورات عسكرية، يتم حاليا الترويج لمسألة حمل السلاح وإعلان الحرب مع المغرب، وذلك في محاولة لصرف أنظار ساكنة المخيمات عن المشاكل الحقيقية والوضعية الراهنة التي يعيشها محتجزو تندوف.

وحسب متتبعين للشأن الصحراوي فإن المطالب المتكررة لحمل السلاح تصدرها من حين لآخر بعض قيادات البوليساريو التي تعيش في بحبوحة الإقامات بالعواصم العالمية، وهي تصريحات آتية من الصالونات المخملية، في إطار نهج سياسة التعتيم وذر الرماد في العيون، ويعتبر هذا مؤشرا حقيقيا عن الحالة النفسية المهزوزة لقيادة الرابوني.

وأضاف متحدثونا أن هذه الوضعية تبين أن القيادة المذكورة أصبحت محاصرة داخليا وخارجيا، كما أن تهم الفساد والزبونية والاتجار بمآسي لاجئي مخيمات تندوف أصبحت تطوقهم من كل جانب، مبرزين أن شعار حمل السلاح لا يعدو أن يكون كما هي العادة إلا محاولة للهروب إلى الأمام وربح بعض الوقت.

من جهة أخرى سلطت وسائل الإعلام التابعة للبوليساريو الضوء مرة أخرى على الاختلالات التي تعيشها مايسمى بالمؤسسة العسكرية، وكذا تمظهرات الفساد والتسيب البادية للعيان في مختلف أجهزة هذه المؤسسة، وتناولت هذه المصادر الإعلامية نماذج من هذه الوضعية غير السوية من قبيل تورط قيادات عسكرية في التهريب والتعامل مع عصابات المخدرات، وانتشار فضائح الصفقات المسروقة والموقعة بخاتم النواحي العسكرية، وغياب أية محاسبة للمتورطين.

كما تطرقت هذه المصادر إلى جملة من المشاكل التنظيمية التي تعيشها «المؤسسة العسكرية» كغياب العناية بالمحاربين القدامى  وما يحصل منها يكون على أساس المحسوبية والقبلية، وتهميش من ينتقد الاداء السلبي في المؤسسة، إضافة إلى تورط المدراء المركزيين في عمليات اختلاس بتضخيم مبالغ ميزانيات التسيير والصرف، وكذا ضعف الظروف الملائمة للعسكريين من ناحية الاقامة والتغذية والنقل، بالإضافة إلى التساهل في مواجهة عصابات التهريب والمخدرات، وتواطؤ بعض القيادات معها لتسهيل عمليات عبورالمخدرات.

وعبرت ذات المصادر أن الحديث عن الجاهزية للقتال والاستعداد لحمل السلاح مجرد شعارات كلامية فارغة، يصر على إطلاقها متنفذو جبهة البوليساريو لضمان استمرار استغلالهم لبؤس ساكنة المخيمات، ولإطالة أمد الصراع بالمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *